800 نفساني في عقود ما قبل التشغيل غاضبون لإقصائهم من تسوية الوضعية تمكنت نقابة ممارسي الصحة العمومية من شل المؤسسات الصحية والمستشفيات الجامعية، أول أمس، حيث بلغت نسبة الاستجابة 75 بالمائة، فيما نجحت تنسيقية مهنيي القطاع في تعبئة قواعدها تحسبا لاعتصام يوم غد، حيث يرتقب أن يزحف أكثر من 30 ألف طبيب ممارس وأخصائي ونفساني وأستاذ في شبه الطبي باتجاه الوزارة للتنديد ب''التضييق'' على الحريات. قال رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الياس مرابط، بأن الإضراب الذي دعا إليه تنظيمه أول أمس، عرف نجاحا كبيرا ونقلة نوعية في النشاط الاحتجاجي المجمد منذ ماي 2011، حينما تقرر الدخول في هدنة مع مسؤولي الوزارة، والشروع في مفاوضات بناءا على دعوات المسؤول الأول عن القطاع الذي تعهد بتجسيد لائحة المطالب المعروضة للنقاش. وحسب محدثنا، فإن نسبة الاستجابة للإضراب الوطني بلغت 75 بالمائة، فيما نجح ممارسو الصحة العمومية في شل القطاع تماما في ولايات عديدة على غرار سكيكدة وبرج بوعريريج والبليدة وقسنطينة والجزائر التي تجاوزت نسبة الاستجابة فيها 72 بالمائة حسب بيان النقابة الذي تحوز ''الخبر'' على نسخة منه. وكشف مرابط الياس، بصفته الناطق الرسمي باسم تنسيقية مهنيي الصحة، عن تنسيق كبير بين النقابات الأربع المشكّلة لهذا التكتل الممثلة لكل من ممارسي الصحة العمومية والممارسين الأخصائيين، والأطباء النفسانيين وكذا أساتذة شبه الطبي، حيث شرعت القواعد النضالية في تجنيد المنخرطين تحسبا لاعتصام يوم غد المقرر أمام وزارة الصحة. وقال المتحدث، بأن الوقفة الاحتجاجية مفتوحة أمام جميع مستخدمي القطاع دون إقصاء والباب مفتوح لكل نقابة ترغب في الالتحاق بالتنسيقية ما دامت هذه الأخيرة، يضيف، تبنت لائحة مطالب مشتركة بين جميع المستخدمين من مختلف الأسلاك. ويتعلق الأمر أساسا باحترام الحريات النقابية والحق في الإضراب، وحق المريض في تكفل صحي نوعي، إضافة إلى التعجيل في مراجعة القوانين الأساسية، ومراجعة الأنظمة التعويضية الخاصة بكل سلك والنظام التعويضي الموحّد بين جميع الأسلاك، ويتضمن منحتي المناوبة والعدوى. من جهتها، تودع اليوم نقابة أستاذة شبه الطبي إشعارا بالإضراب بعد لقاء ''فاشل'' جمع ممثليها أول أمس بمسؤولي وزارة الصحة ''خارج أسوار هذه الأخيرة''، على غرار ما حصل مع نقابتي الأطباء الأخصائيين وممارسي الصحة العمومية الذين عقدوا جلسات على مستوى المعهد الوطني لتكوين شبه الطبي بحسين داي في العاصمة. أما رئيس نقابة الأطباء النفسانيين، خالد كداد فكشف بأن الجمعية العامة المنعقدة مؤخرا بالعاصمة، تبنت اعتصام يوم غد ودعت جميع المنخرطين إلى التجند لإنجاح هذه الوقفة الاحتجاجية، بعد انسداد جميع قنوات الحوار مع الوصاية. وكشف محدثنا عن حالة غليان كبيرة في أوساط النفسانيين الذين يعملون في إطار عقود ما قبل التشغيل، تبعا لتصريحات الوزير الأول الذي أعلن خلال الحملة الانتخابية من ولاية البيض، بأنه سيتم تسوية وضعية جميع متعاقدي الصحة، أمر أكده يقول كداد، الوزير مؤخرا لكنه استثنى النفسانيين بعد أن أعلن بأن العملية ستشمل الأطباء فقط. وبناء على ذلك، قرر 800 نفساني متعاقد، المشاركة في اعتصام التنسيقية المقرر غدا، للمطالبة بالتعجيل في تسوية وضعيتهم.