الأطباء الأخصائيون في إضراب مفتوح ابتداء من اليوم اتهمت تنسيقية مهنيي الصحة وزير الصحة بخرق تعليمات رئيس الجمهورية، الذي أمره العام الماضي بإلغاء توصيات الندوة الوطنية التي كان من المفروض اعتمادها لإعداد مشروع قانون الصحة الجديد. وكشفت عن ندوة بديلة سيتم تنظيمها بمعزل عن الوزارة، لمناقشة مشاكل المنظومة الصحية بهدف معالجتها. وقررت النقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين الدخول في إضراب مفتوح ابتداء من اليوم، للرد على سياسة ''الكيل بمكيالين'' التي تنتهجها السلطات العمومية ووزارة الصحة. وقال رئيس النقابة، الدكتور يوسفي محمد، بأن مصالح ولد عباس تتعامل مع نقابته ب''كراهية'' لم تشهدها العلاقة بين أي وصاية ومستخدميها في الجزائر، بدليل لجوئها مرتين إلى العدالة لوقف إضراب الأخصائيين في ظرف لا يتعدى شهرا ونصف، ما جعله يتنبؤ بتدخل ثالث للعدالة بطلب من الوزارة لوقف الإضراب المفتوح. من جهته، تأسف رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، الدكتور إلياس مرابط، وممثلها في تنسيقية مهنيي الصحة التي أعلن عن ميلادها الأسبوع الماضي، من طريقة تعامل الأحزاب السياسية مع ''المرض'' الذي ينخر قطاع الصحة، حينما قال بأن هذه الأخيرة تعمدت تغييب النقاش الدائر حول الحريات والمنظومة الصحية في خطابها السياسي، والنتيجة كانت، حسبه، تغييبه من الحملة الانتخابية، وكأن ما يجري في الصحة، وما له من انعكاسات خطيرة على المريض، لا يعني الطبقة السياسية، يضيف. وقال نفس المتحدث بأن التنسيقية توصلت، خلال اللقاءات التي جمعتها، إلى ضبط لائحة مطالب مشتركة بين النقابات الأربع المشكلة لها، وهي نقابات كل من ممارسي الصحة العمومية، والنفسانيين، والأخصائيين، وأساتذة شبه الطبي، ويتعلق الأمر أساسا باحترام الحريات النقابية والحق في الإضراب، وحق المريض في تكفل صحي نوعي، إضافة إلى التعجيل في مراجعة القوانين الأساسية، ومراجعة الأنظمة التعويضية الخاصة بكل سلك، والنظام التعويضي الموحد بين جميع الأسلاك، ويتضمن منحتي المناوبة والعدوى. وبالنسبة لخطة عمل هذا التكتل الجديد، كشف الدكتور يوسفي من جهته، عن رسالة تتضمن كل هذه المطالب، سيتم توجيهها إلى رئيس الجمهورية، بالموازاة مع مراسلة الهيئات النقابية الدولية والمنظمة العالمية للشغل، للتنديد بالقمع الذي تتعرض له النقابات في الجزائر. وأضاف بأن التنسيقية قررت تنظيم تجمع وطني كبير سيتم تحديد موعده ومكانه لاحقا. أما ممثل الأطباء النفسانيين في التنسيقية، خالد كداد، فاعتبر خرجة وزير الصحة الأخيرة وإعلانه عن مشروع تمهيدي جديد لقانون الصحة، ''مجرد مناورة ومحاولة للعب في الوقت الضائع..''. وكشف رئيس نقابة أساتذة شبه الطبي، مشري الهاشمي، عن عجز كبير في الممرضين على مستوى المؤسسات الصحية والاستشفائية الجامعية، يتجاوز 40 ألف عون، مستبعدا أن يتم سد هذا العجز في الوقت القريب، بالنظر إلى الظروف المتدنية التي يتم فيها تكوين هذه الفئة.