صرح سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية السيد هنري إنشر، مساء أول أمس، بأن بلاده ''لا تريد إنشاء قواعد عسكرية لا في إفريقيا ولا في أي منطقة بالجزائر، وقال بأن التعاون الجزائري-الأمريكي يدخل في إطار القضاء على الإرهاب بالاعتماد على الخبرة الجزائرية التي أثبتت قدرتها في هذا الشق الأمني، معتبرا أن الجزائر تمثل شريكا رئيسيا في منطقة الساحل الإفريقي وشمال إفريقيا. قال السفير الأمريكي في الندوة الصحفية التي عقدها بالمدرسة الخاصة لتعليم اللغات والإعلام الآلي ''بدر''، عقب زيارة لولاية باتنة، بخصوص الوضع في دولة مالي، بأن الولاياتالمتحدة ''لا تساند فكرة إنشاء دولة جديدة أو استقلال إقليم الأزواد، وهي تجري مشاورات يومية مع شركائها في المنطقة، لأن ذلك يتنافى مع ما تنص عليه الاتفاقيات الدولية''. وأعلن السفير أن هناك مشروع إنشاء جامعة أمريكية بالجزائر على غرار ما هو موجود في مصر وقطر، وذلك -مثلما ذكر- بعدما لمست الإدارة الأمريكية رغبة كبيرة لدى الطلبة الجزائريين في السفر لإكمال الدراسة. وبشأن التعاون في مجال الاستثمار الاقتصادي الذي شمل -كما قال- عديد المجالات كالمحروقات وصناعة الأدوية، اعتبر السفير أن الكلام الذي قيل بشأن فشل صفقات التسليح بين البلدين لا أساس له من الصحة، على اعتبار أن العلاقات بين الدولتين في المجال الأمني أخذت أشواطا متقدمة في السنوات الأخيرة. كما أشار السفير إلى أن الجزائر تتوفر على رقعة استثمارية ضخمة غنية بكل الموارد، لكن بعض الإجراءات مازالت تقف في وجه الاستثمار الأمريكي، وتعيق بذلك التحاق رجال الأعمال الأمريكيين الذين يفضلون الدول المجاورة التي قدمت لهم تسهيلات واسعة. وفي رده على سؤال حول نظرة الإدارة الأمريكية لتشريعيات العاشر ماي والنظرة المستقبلية للجزائر، قال السفير الأمريكي إن بلاده تثمن الجهود المبذولة من طرف الحكومة ورئيس الجمهورية ولجان الانتخابات وكذا الحركة الجمعوية قصد المشاركة الفعالة في هذا الاستحقاق الذي قد يحدث تغييرا في بعض الجوانب، مضيفا بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تساند من يصل عن طريق الشرعية ودون استعمال العنف، معتبرا في نفس الإطار أن كل ما يقال حول مساندة قوية للأحزاب الإسلامية في هذه التشريعيات غير وارد في الأجندة الأمريكية. وبخصوص عملية الحوار التي فتحتها السفارة منذ مدة مع الشخصيات الوطنية والحزبية، والتي -كما أشار- ''رفض البعض منها الالتقاء به''، يرى السيد أنشر بأن هذه اللقاءات تدخل في سياق النشاط المعهود الذي يمارسه أي سفير في أي دولة.