احتفلت الجزائر، في 8 ماي، على غرار بلدان أخرى، باليوم العالمي للثلاسيميا، وكان هذا العام تحت شعار ''فرصة متساوية في الحياة''. الثلاسيميا مصطلح كان يعني لدى اكتشافه في عام 1925 من قبل الدكتور كولي، فقر الدم الحاد لدى المرضى من البحر الأبيض المتوسط. يتميز هذا المرض بعدم قدرة الجسم على تكوين وإنتاج خلايا أو كريات الدم الحمراء، ما يؤدي إلى فقر الدم والشعور بالتعب وتأخر في النمو، ويحتاج ذلك إلى نقل الدم شهريا مدى الحياة. الثلاسيميا من الأمراض التي يمكن تفسيرها من خلال زواج الأقارب أو الزواج داخل الأسر والعائلات الواحدة، وهذا المرض ينتقل للطفل من قبل الوالدين وتصبح أعراضه ظاهرة منذ الشهر السادس من حياة الطفل، ويظل نقل الدم هو الحل الوحيد، إضافة إلى الحيلولة دون تسرب الحديد في الأعضاء الحيوية، وهي القلب والكلى والكبد والبنكرياس. ويمكن لتراكم الحديد في الأجهزة أن يؤدي إلى الوفاة عند سن ال20 عاما، ويعدّ السبب الرئيسي للوفيات في الجزائر. وتعاني منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط من انتشار الثلاسيميا، وهو مرض خطير غير معروف لدى عامة الناس، وهي تصيب من الأطفال 45 ألفا سنويا عبر العالم، وتصنف مع فقر الدم المنجلي من بين أهم الأمراض الحاملة للرقم القياسي في سجل المرض الوراثي الأكثر انتشارا بين السكان الذين يعيشون حول حوض البحر الأبيض المتوسط. ورغم أن الثلاسيميا مرض نادر، إلا أنه حقيقة واقعة في منطقتنا. فهناك نسبة 2 بالمائة من السكان مصابون بالمرض الذي يتركز خصوصا في منطقة الشرق الجزائري. وعليه، فإن المرض بحاجة إلى تحقيق جاد مستقبلا لتحسين التحكم في العلاج وعوامل الخطر المترتبة عليه. لذا، يجب تصنيفها كمشكلة صحة عمومية، لتستفيد من اهتمام أكبر في المناطق التي تكون فيها نسبة الانتشار أكبر وأهم.