استمتع الجمهور الوافد على القاعة الحمراء لدار الثقافة ''ولد عبد الرحمن كاكي'' بمستغانم، أول أمس، بمشاهدة الفيلم الوثائقي ''المصباح السحري'' للمخرج عبد الرزاق هلاّل، الذي تناول خلاله مراحل الغزو والاحتلال، ثم الاستيطان الفرنسي للجزائر بداية من سنة 1834، بمنظار سينمائي فني يعتمد على الحجة، فاضحا بذلك الحقائق التاريخية المزيفة والمشبوهة. وقد تطلّب الفيلم الذي يندرج عرضه ضمن فعاليات ''بانوراما الفيلم الثوري'' في طبعته الأولى، من مخرجه سنة كاملة من البحث والتنقيب في الأرشيف، وكذا جمع الشهادات الحية والتنقل ما بين الجزائروفرنسا، قبل الشروع في تصوير مشاهده، التي تستحضر 132 سنة من الاستعمار، عبر استنطاق لوحات زيتية لفنانين تشكيليين فرنسيين، كانوا ضمن عساكر المستعمر الفرنسي، منهم من ساهم في الدعاية للاستعمار والاستيطان فنيا دون أن تطأ قدماه تراب الجزائر، كاللوحة الزيتية المزيفة للأمير عبد القادر، في حين هي صورة للخائن فرحات بن عياد، الذي كان وراء اكتشاف زمالة الأمير المتنقلة بمنطقة تاقين بقصر الشلالة سنة .1834 كما نجد في الفيلم الذي امتد عمره الزمني إلى ساعة و14 دقيقة، تمجيد الرسام أوراس فيرني سقوط زمالة الأمير في لوحة زيتية مشهورة عالميا، وكجزاء للخائن بن عياد اصطحبه إلى فرنسا، وهناك أنجزت اللوحة الزيتية المزيفة للأمير، التي كانت معروضة بقصر المرادية لسنوات قبل إزاحتها. ويعرض الفيلم الاستعمار الدعائي المغرض والمشوه للحقائق، بدءًا بالصور الفوتوغرافية، وانتهاء بالصوت والصورة السينمائية، وهي تقنيات وظفها المستعمر الفرنسي للترويج والدعاية والتبرير، كقناع يتستر من ورائها عن جرائمه الإبادية ضد شعب أعزل. ومما زاد في أهمية الفيلم ومصداقيته التاريخية، الشهادات الحية التي استقاها هلاّل من بعض أهل الاختصاص في تاريخ المقاومة الشعبية والحركة الوطنية، كعمار بلخوجة ومصطفى عبد الرحمن.. وغيرهما.