شهد المركز الحدودي الدبداب بولاية إليزي، في اليومين الأخيرين، دخول أزيد من 55 ليبيا من توارف بلدة غدامس والقرى المجاورة لها إلى الأراضي الجزائرية، خوفا من الحرب الانتقامية التي تخوضها مجموعات مسلحة ضد العائلات التارفية بشكل خاص. ذكرت مصادر من داخل مدينة غدامس الليبية ل''الخبر'' أن التوارف يتعرضون، منذ 8 أشهر، لتطهير عرقي من قبل الغدامسية المدعومين من قوات الانتقالي الذين قاموا بحرق وتهديم سكنات واصطبلات التوارف وطردهم من المدينة، ما جعل هؤلاء يفرون إلى التراب الجزائري. وبحسب الفارين، فإن العديد من التوارف تعرضوا إلى الاعتقال ''غير القانوني'' في أماكن سرية، في ظروف غير إنسانية، وأضاف هؤلاء بأن الغدامسية يبحثون عن التوارف في كل مكان حتى في المستشفيات لقتلهم وتعذيبهم. كما قاموا، مؤخرا، باعتقال عدد كبير منهم بينهم نساء. ولم يخف ممثلو التوارف بغدامس الليبية تخوفهم من الانتقام وتصفيتهم جسديا من طرف الغدامسية، بعد وصول عدد كبير من قوات المجلس الانتقالي التي تدعمهم إلى المنطقة في اليومين الأخيرين. وأوضح التوارف أن تعاقب الأحداث وتسارعها وضعهم في موقف حرج، وبات يستدعي تدخل المجتمع الدولي لإنقاذهم من الموت، خاصة أن ليبيا تضم أزيد من 500 ألف تارفي موزعين على مدن غدامس وغات وأباري وسبها، وارتباطهم الوثيق بها منذ عقود وصلت إلى حد مصاهرتهم لبعض الأسر الليبية. وأفادت المعلومات الواردة من غدامس أن الأوضاع مستقرة بعد أسبوع من الاشتباكات المسلحة بين أبناء من عائلات التوارف المحليين والغدامسية، الذين شنوا حربا وصفها التوارف ''بالانتقامية''، أسفرت عن مقتل 14 شخصا من بينهم قائد عسكري ميداني يدعى ''عيسى تليلي''، وإصابة ما لا يقل عن 20 آخرين من كلا الجانبين بجروح متفاوتة، بعد تعرضهم لطلقات نارية. وعلى صعيد آخر ما تزال نقطة العبور إلى الأراضي الجزائرية بالدبداب، مغلقة أمام الفارين من الأوضاع الأمنية المتدهورة في غدامس، بقرار من السلطات العليا في البلاد، حسب ما أكدته مصادر رسمية ل''الخبر''. في مقابل ذلك، يعيش المئات من التوارف الليبيين الهاربين من الجحيم، والعالقين بالحدود الجزائرية الليبية، أوضاعا صعبة بسبب عدم تمكنهم من دخول التراب الجزائري نظرا لافتقادهم جوازات سفر وعدم امتلاكهم أي وثيقة تثبت هوياتهم.