كشفت مصادر موثوقة ل''الخبر'' من بلدة غدامس الليبية، أن قتالا عنيفا اندلع ليلة السبت إلى الأحد بين مسلحين ينتمون لقبائل التوارق المحليين وقبيلة الغدامسية على خلفية شن هذه الأخيرة فور سيطرة المجلس الانتقالي على المنطقة قبل شهر، حرب تطهير عرقية ضد التوارق بالمدينة، أفضت إلى مقتل أزيد من 43 شخصا لحد الساعة، من بينهم شيخ قبيلة توارق غدامس، وهو عقيد متقاعد في الشرطة يدعى ''فقي عثمان''، وإصابة ما لا يقل عن 67 آخرين بجروح متفاوتة. وأفادت المعلومات الواردة من غدامس بأن هذه الاشتباكات المسلحة التي وقعت أمس الأول بين التوارق والغدامسية جاءت على خلفية عمليات الاعتقال والقتل التي تعرضت لها بعض العائلات التارفية القاطنة بمنطقة غدامس بالقرب من الحدود الجزائرية، والتي يقطنها خليط من التوارق الليبيين من قبائل إفوغاس وأجرمنا والشعاوى وكذا قبيلة الغدامسية في تعايش سلمي منذ إنشاء المنطقة المعروفة بهدوئها، والتي تدهورت الأوضاع الأمنية بها مباشرة عقب سقوط نظام العقيد معمر القذافي. مما تسبب في نزوح أزيد من 1200 عائلة تارفية نحو الدبداب الجزائرية، أين تم التكفل بهم بعد أن تمكنوا من وصول التراب الوطني بصعوبة كبيرة. وذكرت المصادر ذاتها أن 11 جثة لأبناء التوارق وصلت أمس، مستشفى غدامس، بالإضافة إلى العشرات من الجرحى في حالة خطيرة، وعدد منهم يخضعون للعلاج بمستشفى الدبداب الحدودية بولاية إليزي، بعد أن أصيبوا بطلقات نارية وتعرضوا للتعذيب والقمع بطريقة وحشية. وقالت مصادر طبية من بلدة غدامس الليبية إن المستشفيات بالمدينة في حالة شبه عاجزة عن استقبال المزيد من الجرحى والمصابين. هذا بالإضافة إلى نقص فادح في كميات الأدوية، خاصة وأن المؤسسات الصحية الليبية معروف عنها ضعفها من ناحية الإمكانات والتأطير الطبي. وأكد شهود من أهالي منطقة غدامس أن جثث عشرات القتلى والجرحى من كلا الجانبيين منتشرة في الشوارع، وأن رائحة الموت تنتشر في المكان وسط حالة من الخوف، حيث يقوم من يوسمون الغدامسية بإرعاب عائلات التوارق المحليين ويطالبونهم بالخروج من المدينة. وأضافت نفس المصادر أن هؤلاء يقتحمون يوميا مساكن التوارق ويقومون بعمليات قتل وسلب ونهب واعتقالات وممارسات غير إنسانية بحق التوارق وإضرام النار في سياراتهم ومنازلهم وكذا حرق اصطبلات التوارق الذين هرب الكثير منهم إلى الأراضي الجزائرية خوفا من التهديد والموت المرتقب في أي لحظة.