عاشت مصر، أول أمس، ليلة ملتهبة بكل المقاييس، حيث خرج آلاف المتظاهرين في مظاهرات تنديدا بنتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، والمطالبة برحيل المجلس العسكري والتصدي لأحمد شفيق، بوصفه ''مرشح الفلول''، فيما قام مجهولون بإضرام النار في مقر حملة شفيق، وهو الحادث الذي تبرّأ منه الثوار. استنكر عبد الغفار شكر، القيادي اليساري ووكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، الاتهامات التي وجهتها حملة المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية، الجنرال أحمد شفيق، لشباب الثورة بإضرام النار في مقرها، مؤكدا أن هذا الفعل ''المرفوض'' ليس من أخلاقيات الثوار، متهما وجود عناصر مندسة وأعداء الديمقراطية، قامت بافتعال هذا الحادث بغرض إكساب شفيق الشعبية، موضحا ''وقد أصدر ائتلاف شباب الثورة بيانا، أول أمس، تبرّأوا فيه من هذا الحادث، وأكدوا أنهم غير متواجدين في الشارع أو في ميدان التحرير، وأنهم يعقدون اجتماعات داخلية ومشاورات لدراسة الخطوات التالية''. وفي السياق، دعا وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي في حديث مع ''الخبر''، الثوار إلى المحافظة على سلمية الثورة وتقبل نتيجة الانتخابات مهما كانت، وتغليب صوت العقل من أجل الخروج بالوطن إلى بر الأمان، وناشد المتحدث الشباب عدم التصعيد والتريث والابتعاد عن مثل هذه التحركات الغاضبة. وحث جموع الشباب، الذين أعلنوا مقاطعتهم جولة الإعادة، على ضرورة التوجه إلى مراكز الاقتراع والمشاركة في العملية الانتخابية، عن طريق إبطال أصواتهم، أو التصويت للمرشح المناسب من وجهة نظرهم، حتى يثبتوا أن شريحة عريضة من الشعب المصري غير راضية عن نتائج الجولة الأولى وصعود محمد مرسي وأحمد شفيق. وعن تراجع الإخوان في خطابها يقول المتحدث، ''لقد أدركت الجماعة أنها خسرت أصوات كثيرين من صوتوا لهم في انتخابات مجلس الشعب، وهم الآن يطالبون بفتح ورقة جديدة، من أجل استرداد الأصوات التي خسروها، وكسب أصوات الشباب لصالحهم''. وفي سياق مواز، أعلن، أمس، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد مرسي، عن تحويل منصب الرئيس إلى مؤسسة رئاسية يتعاون فيها الرئيس مع كافة القيادات والنواب والمستشارين والمساعدين، مكونة من ممثلي التيارات والقوى السياسية، واصفا الأقباط بأنهم شركاء الوطن، كما دعا إلى التسامح والتصالح والبعد عن التجريح.