النحافة المفرطة كالسمنة المفرطة تشكل خطراً على النساء والرجال أيضاً وتأثيرها أكبر على الصحة الإنجابية للمرأة، والسيدات النحيفات اللاتي لا يتناولن سوى الألبان الخالية من الدسم الخس والفطائر والكثير من المشروبات المخصصة للحمية، يعرضن أنفسهن لخطر العقم. والنحافة كما يعرفها الأطباء تعني نقصان في الوزن غير طبيعي وانخفاض في نسبة الدهون في الجسم عن الحدّ الذي يجب أن تكون عليه، قد يكون سوء اختيار الغذاء من أبرز أسباب النحافة فمن المعروف أن الغذاء يعتبر المصدر الرئيس لبناء الجسم ويجب أن يحتوي على العناصر الأساسية، وهي: الألياف الكربوهيدرات والدهون والنشويات والمعادن والفيتامينات والماء. وهناك طريقة حديثة لقياس النحافة، تتمثّل في إمساك الطبيب بثنايا الجلد في منطقة البطن أو أعلى الكتف أو الأفخاذ بواسطة إصبعين، فإذا كانت المسافة بين الإصبعين أقل من سنتيمتر، فهذا دليل على وجود نحافة ناتجة عن قلّة الدهون بالجسم. وقد قسّم أخصائيو التغذية النحافة إلى أنواع عدّة أبرزها: (1) - النحافة الوراثية: قد يرث الفرد النحافة من أحد أفراد عائلته، كما العادات الغذائية كعدم الإقبال على تناول أنواع معيّنة من الأطعمة، ما يعرّضه منذ الصغر إلى سوء التغذية وضعف البنية الجسدية. (2) - النحافة الغذائية: في حال نقص كميّات الغذاء المتناولة في اليوم عن المعدّل المثالي لها، يقوم الجسم بالسحب من مخزون الدهون في الأنسجة الشحمية ليحصل على الطاقة اللازمة له. (3) - النحافة المرضية: تنتج عن الإصابة ببعض الأمراض، أبرزها: أمراض الغدد الصماء والجهاز الهضمي والجهاز الدوري والسكري. الطرق الناجعة لعلاج النحافة يقدم خبراء التغذية طرق عديدة لزيادة الوزن وعلاج النحافة تتمثل في تناول الأطعمة المساعدة على إراحة الأعصاب، كالبيض والسمك والحبوب الكاملة واللحوم والأرز والقمح والخميرة، وذلك لاحتوائها على حمض التربتوفان الأميني الذي يحفّز المخ على إفراز مادة السيروتونين التي تعطي الجسم القدرة على تحمّل الانفعال والقلق، فضلاً عن أهمية تناول بعض الفيتامينات والمعادن الباعثة على الراحة وزيادة الوزن، كفيتامين "ب 6" و"د" وأملاح الكالسيوم والماغنسيوم. وفي هذا الإطار، ينصح الخبراء بتناول الزبادي والكاكاو والشوكولاته وبعض أنواع الخضر الورقية كالبقدونس والسبانخ والفجل والخس الغنيّة بالفيتامين (أ) الذي يعمل على تقليل إفراز الغدة الدرقية، ما يحدّ من الشعور بالتوتر والعصبية. ويؤكّدون على أهمية تناول التمر في علاج النحافة لاحتوائه على فيتامينات "أ" و"ب1" و"ب2"، علماً أن كيلوجراماً واحداً من التمر يمدّ الجسم بثلاثة آلاف سعرة حرارية، وتزداد هذه القيمة إذا أضفنا الحليب الطازج أو الرائب أو قليلاً من المكسّرات إليه. ويري خبراء التغذية أن مشكلة من يعانون من النحافة تتمثل في ضعف أو فقد الشهيّة، نتيجة أسباب عدّة، أبرزها: - تأثير العوامل النفسية في مركز الشبع بالمخ. - نوع الطعام، علماً أن البروتينات والألياف والمواد الدهنية تعطي إحساساً سريعاً بالشبع لفترات طويلة بعكس تناول المواد النشوية والسكرية التي تنبّه الشهيّة وتثير الشعور بالجوع. - الإكثار من تناول الكافيين الذي يساعد على فقد الشهيّة، إلى جانب دوره في إبطاء عملية الهضم. - عدم تنظيم مواعيد تناول الطعام. التغلّب على مشكلة ضعف الشهيّة ينصح بتقسيم الطعام إلى أكبر عدد من الوجبات تحتوي على كميّات قليلة في كل مرّة، إلى جانب الإكثار من تناول السلطات التي تحتوي على البصل والفلفل والطماطم: 1) - تناولي بعض الفيتامينات المساعدة على فتح الشهيّة قبل وجبة الغداء، مع تأجيل موعد السلطة الخضراء إلى نهاية الوجبة، لأنها تعطي إحساساً سريعاً بالشبع. 2) - استخدمي السكر الأبيض في التحلية أو تناولي المشروبات والأطعمة التي تحتوي عليه، وذلك لأنه يؤدّي إلى زيادة إفراز الأنسولين بالجسم، ما يسبّب إحساساً بالجوع. 3) - لا تكثري من تناول الماء قبل وخلال الوجبة، لتجنّب الشعور بالامتلاء والشبع السريعين. 4) - تناولي منتجات الدقيق الأبيض كالعجائن والكعك والكيك، مع المزج ما بين النشويات والدهنيات في وجبة واحدة للحصول على قيمة غذائية عالية. 5) - داومي على تناول أقراص الخميرة وعلى تناول ملعقة إلى ملعقتين من العسل الأبيض، مع إضافة غذاء ملكات النحل إليه، إذ تتمّ إضافة 5 جرامات من هذا الغذاء لكل كيلوجرام من العسل وتخلط جميعاً. النصائح الأخرى التي يقدمها خبراء التغذية بالإضافة إلى عدد من النصائح الأخرى التي يقدمها لك خبراء التغذية للتغلب على النحافة وفقدان الشهية ونقص الوزن، يفضل أكل وجبات صغيرة ومتعددة بدلا من وجبات كبيرة وقليلة، فمثلاً يحتاج النحيف إلى ثلاث وجبات رئيسة وثلاث وجبات صغيرة، الأولى بين الفطور والغداء والثانية بين الغداء والعشاء والأخيرة قبل النوم. تناول الأطعمة الغنية بالطاقة كخليط الفواكه مع الحليب"كوكتيل" وخاصة كوكتيل الموز، والمعجنات كالفطائر والكعك. بدء الوجبة بالطبق الرئيس وتأجيل السلطة والفاكهة لآخر الوجبة. تناول الفواكه والخضراوات التي لا بد منها لإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية للصحة. تناول بعضاً من الحلويات في نهاية كل وجبة أو استبداله بشطيرة من القشطة والمربى أو العسل. إضافة المارجرين للأطعمة عند الطهي وذلك لزيادة السعرات الحرارية في الطعام وإضافة زيت الزيتون إلى السلطات. إضافة العسل إلى الحليب والمشروبات الساخنة. تناول المكسرات والفواكه المجففة في الوجبات الصغيرة أو إضافتها إلى السلطة والرز. تناول كوب من اللبن مع الغداء والعشاء إضافة الجبن المبشور إلى الرز والمكرونة ومكعبات الجبن الأبيض للسلطة. تناول الطعام مع رفقة محببة وفي الهواء الطلق. استعمال الزبدة أو المار جرين بدهنها على الشطائر عند تحضيرها قبل وضع الجبن أو زبدة الفول السوداني وإضافة المربى أو العسل بعد ذلك. شرب الحليب كامل الدسم أو المضاعف وذلك يُحضّر بإضافة ثلث كوب من حليب البودرة منزوع الدسم إلى كوب من حليب كامل الدسم، وهو يحتوي على سعرات حرارية تفوق الحليب كامل الدسم بنسبة 50%ومقدار من البروتين ضعف الحليب كامل الدسم. تجنب شرب الماء أثناء الوجبات لأن ذلك يضعف الأنزيمات الهاضمة ويعوق عملية الهضم، إلى جانب أنه يملأ المعدة ويجعل النحيف يشعر بالشبع بسرعة. مضغ الطعام ببطء وبشكل كاف. محاول التغيير في الوجبات لطرد الملل. ممارسة الرياضة بانتظام فالرياضة تقوّي العضلات وتجعل زيادة الوزن تتركز في العضلات بدلاً من زيادة الدهون كما أنها تفتح الشهية وتُقلل من تأثير الضغوط النفسية على الصحة العامة. التعرّض للشمس فهي تحّسن الصحة وتفتح الشهية. استشارة الطبيب لاستعمال بعض الحبوب المقوية أو الفيتامينات والمعادن في حالة عدم كفاية الوجبات الغذائية من هذه الناحية. محاولة الابتعاد قدر الإمكان عن الضغوط النفسية والمشكلات التي تُضعف الشهية، وبالتالي تُنقص الوزن. دليلك الغذائي هو الحل - البروتين: يحتاج النحيف يومياً لنحو 100 جرام من البروتين الغذائي المتوافر في اللحوم والأسماك والدجاج والبقول والبيض والألبان ومنتجاتها، وذلك لأهميّته في بناء الأنسجة والخلايا وهيموجلوبين الدم، كما أنه يعتبر المصدر الرئيسي للهرمونات والأنزيمات الهاضمة بالجسم. - الكربوهيدرات: يحتاج النحيف إلى 400 غرام منها يومياً، فهي المصدر الأساس للطاقة في الجسم وتتوافر في الحلويات والأرز والمكرونة والفاكهة وسكر الطعام. - الدهون: يجب أن تتراوح كميّة الدهون ما بين 70 إلى 90 غراماً يومياً، وهي تساعد الجسم على القيام بعمليّاته الحيوية بكفاءة، وتتوافر في الزبدة والألبان والقشدة وصفار البيض والزيوت. - الفيتامينات: ينصح اختصاصيو التغذية بتناول فيتاميني ب 1 وب 2 بمعدّل 1.5 ملليجرامات يومياً، فهما يحفّزان زيادة الشهيّة وسلامة الجهاز العصبي، ولهما دور فعّال في عملية التمثيل الغذائي. كما يوصون بتناول 4 ميكروجرامات من فيتامين "ب 12" يومياً، لأهميّته في تكوين خلايا الدم بصورة طبيعية والتخلّص من الأنيميا، ويتوافر في اللحوم والكبد والأسماك والبيض، فضلاً عن الفيتامين ب 6 بمعدّل 2.5 ملليجرامات والذي يساعد على تكوين الأنزيمات اللازمة للجهاز العصبي، كما أنّه يفتح الشهيّة.