حذّر أطباء من تدهور صحة المصابين بأمراض مزمنة وفي مقدمتها الأمراض الصدرية والقلب، بفعل موجات الحر الشديد، داعين إلى ضرورة تفادي الخروج ما بين الساعة 10 صباحا والخامسة عصرا، ولا تستثنى النساء الحوامل من هذا التحذير. تعرف مصالح الأمراض الصدرية بمختلف المستشفيات ومراكز الاستعجالات، ارتفاعا مكثفا لطالبي الإسعافات من أصحاب الأمراض المزمنة بصفة عامة، بسبب صعوبة التنفس، إلى جانب المصابين بأمراض صدرية وعلى رأسها الربو. وفي تصريح ل''الخبر''، أوضح البروفيسور، سليم نافتي، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، بأنه في فترات الحر ولتفسير الاختناق الذي يصحب فترات الحر الشديد مثل الذي نشهده هذه الأيام، فإن السبب يعود إلى عدم تصاعد الملوثات وخاصة الغبار في الهواء، خلال فترات الحر الشديد، بفعل تساوى درجة حرارة الأرض مع درجة حرارة الهواء، ما يتسبب في استنشاق المريض للغبار الملوّث والغازات التي تخلفها محركات السيارات وغاز الكربون وبيوكسيد الآزوت الذي يؤدي إلى التهاب القصبات الهوائية. وينصح نافتي أصحاب الأمراض التنفسية والأمراض المزمنة بصفة عامة وكذا الأطفال الصغار، بعدم مغادرة منازلهم إلا للضرورة خلال هذا الحرّ الشديد، وإن حدث وخرجوا لأمر ما فليكن خارج الفترة الممتدة بين العاشرة صباحا والخامسة مساء، وبضرورة حثهم على تناول كميات كبيرة من الماء، داعيا الأمهات إلى تبريد أطراف الأطفال بالماء البارد باستعمال مناديل خاصة بذلك. وفي نفس السياق، يؤكد مختصون في أمراض القلب أن فترات الحرّ الشديد تتسبب في ارتفاع كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يحتويه دم الإنسان، ما يتسبب في انخفاض كمية الأكسجين وهو ما يعطي صدمات قلبية من شأنها أن تسبب الجلطة القلبية أو السكتة القلبية. كما ينصح أطباء النساء والتوليد، المرأة الحامل بتوخي الحيطة وعدم الوقوف تحت أشعة الشمس تفاديا لمضاعفات عليها وعلى جنينها. من جهتها، أوصت وزارة الصحة في بيان لها حول الواجب اتقاءه خلال هذا الحرّ الشديد، بضرورة غلق نوافذ وستائر واجهات المنازل المعرّضة لأشعة الشمس، والإبقاء عليها مغلقة طالما أن درجة الحرارة الخارجية تفوق تلك الداخلية، كما حث البيان على شرب الماء بكميات كبيرة وتفادي المشروبات التي تحوي نسبة من السكر وتفادي النشاطات الخارجية ولاسيما الرياضة والبستنة.