أطلق إطارات ومناضلون في جبهة التحرير الوطني مبادرة تدعو إلى الالتفاف حول الحزب وقيادته، قبل أسبوع عن عقد دورة اللجنة المركزية. أبرز أصحاب الوثيقة التي حصلت ''الخبر'' على نسخة منها، إنجازات بلخادم دون تسميته، وأكدوا ''أن المكانة والموقع الذي ناله الحزب في الانتخابات التشريعية يعود الفضل فيه لأبنائه المخلصين والأوفياء الذين أداروا الحملة الانتخابية بجدارة وتفان، وللشعب الجزائري الذي أكد تعلقه بالخط النوفمبري والاستقرار والتغيير الهادئ''. وتكررت في فقرات الوثيقة التي أعدها أعضاء من اللجنة المركزية، الدعوات ل ''تحكيم العقل والتحلي بالمروءة والمسؤولية التي تضع الحزب فوق الأشخاص والمجموعات''، أو الحاجة ''للفعل العقلاني والحكمة في معالجة القضايا التنظيمية داخل أطر الحزب وليس بجلد النفس ونشر القضايا الداخلية خارج الأطر النظامية''. وتضمن البيان أيضا دعوة إلى من أسموهم رموز الحزب وعقلاءه ''للعمل على لم شمل الحزب ووحدة صفوف مناضليه وانسجام هيئاته''، و''تحذيرات من المخاطر التي يواجهها الأفالان وحاجته للاستقرار لخدمة الشعب الجزائري الذي منحه صوته''، في وقت ''يجاهر البعض بالدعوة بذهاب الحزب إلى المتحف''. وناشد الموقعون على المبادرة التي سلمت لعبد العزيز بلخادم، زملاءهم في اللجنة المركزية والنواب وإطارات الحزب، تفويت الفرصة على ''الذين يحاولون إلهاء المناضلين وتقييد دور الحزب، والبلاد مقبلة على مرحلة تاريخية هامة''، و''ضرورة تبني هذا الموقف للحفاظ على الحزب ووحدته واستقراره''. وأعلن معارضو الأمين العام للأفالان رفضهم لهذه المبادرة، ورأى محافظ تيارت، قادة بن عودة، أن مصيرها هو الفشل المؤكد.، واعتبر في تصريح هاتفي مع ''الخبر'' أن المكتب السياسي وبعض الموالين له في اللجنة المركزية هم من يقف وراءها وهم يسعون لإظهار أن الحزب في خطر وجلب التعاطف معهم. وأضاف أنه بعد فشله في الحصول على دعم أعضاء اللجنة المركزية للائحة تنص على تجديد الثقة في شخصه، لجأ الأمين العام إلى هذا الأسلوب، إلى جانب ممارسة الضغط على أعضاء آخرين للتراجع. وأعلن أن المعارضة ستلتئم الأسبوع المقبل قبل عقد دورة اللجنة المركزية لضبط الموقف مما يجري، وخصوصا نزوع بلخادم إلى عدم القبول بآلية التصويت السري. لكن عبد الحميد سي عفيف، عضو المكتب السياسي، يؤكد أنه لا يوجد في قوانين الحزب ما يلزم بطرح الثقة في شخص الأمين العام، فهو ينتخب لمدة خمس سنوات، لكنه أشار إلى أنه سيتم مع ذلك مطالبة أعضاء اللجنة المركزية بالتصويت على لائحة لتجديد الثقة في الأمين العام من خلال رفع الأيدي كما هو معمول به في تقاليد الحزب. وأعلن أن التوقيعات على اللائحة حققت تقدما كبيرا قدرها بأكث ر من 200 توقيع، وهو نفس عدد داعمي الإطاحة ببلخادم حسب تقديرات المعارضين.