يواصل أعضاء في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني جمع الإمضاءات لعقد دورة طارئة للجنة المركزية، بغرض تنحية أمين عام الحزب عبد العزيز بلخادم، قبل انطلاق الحملة الانتخابية للتشريعيات المقبلة. وتشير مصادر من أصحاب المبادرة إلى أنه تم بلوغ حوالي 170 توقيع من أصل 351 عضو في الهيئة. وتحول مقر حزب الأفالان بالعاصمة، أو''الجهاز'' حسب تعبير مناضليه، إلى ملتقى للغاضبين من الأمين العام والمكتب السياسي، حيث تدفق، أمس، عشرات أعضاء اللجنة المركزية للتوقيع على لائحة تأييد عقد دورة طارئة للجنة المركزية، قبل انطلاق الحملة الانتخابية. وعلم من أصحاب المبادرة أن اجتماعا سيعقد اليوم لضبط الخطوات المقبلة، بمشاركة أعضاء مؤيدين في المكتب السياسي. ووقفت ''الخبر'' لفترة من الزمن على عملية جمع التوقيعات التي يشرف عليها محافظون وإطارات في مقر الحزب، في غياب قيادة الأفالان، عدا جهاد براشد رشاد، وعمار فريخة مدير الإدارة والمالية بقيادة الأفالان، ويتولى أحد محافظي الحزب بالعاصمة تنسيق عملية جمع التوقيعات والاتصال بأعضاء الموجودين خارج العاصمة لضمان تأييدهم. وفي قاعات الاجتماعات الرئيسية بالطابق الأرضي، جلس محافظ الحراش محمد زبيري يتصفح مجموعة أوراق تضم أسماء أعضاء اللجنة المركزية وهواتفهم، مرفوقا بأعضاء آخرين في اللجنة لمباشرة الاتصالات بزملائهم، لتقييم حصيلة الاتصالات. تمتم زبيري، وهو يتصفح أوراقه ''هاتف شيهوب مغلق''، قبل أن يقاطعه عضو آخر ''أعطيني ورقة توقيعات لأسلمها لزميل من عين الصفراء''. فيما كانت المحامية والنائب الحالية فاطمة شلوش تسجل المعلومات الخاصة بها بمساعدة أحد أفراد عائلتها، بعدما عجزت عن تذكر رقم بطاقتها الشخصية. وبعد سلسلة اتصالات عاد زوبيري إلى أوراقه لتقييم العملية، بمساعدة نائب حالي كان يعرف بصلاته الوثيقة ببلخادم، هذا ''اعطانا وعدا والآخر رفض''، متحدثا عن نائب حالي من سكيكدة. ويسعى خصوم أمين عام الأفالان الذين لم يطلقوا على أنفسهم أي تسمية بعد، لجمع النصاب القانوني، والمقدر ب234، أي ثلثي أعضاء اللجنة المركزية المقدر عددهم ب351 عضو. واستفيد من مصادر في الحزب أن الحركة الاحتجاجية تلقى مساندةلجنة المرشحين الحاليين، وخصوصا الذين لم يوضعوا في مراتب متقدمة تتيح لهم عضوية البرلمان، ومن أصل 72 عضوا في اللجنة المركزية تم تقديمهم في قوائم الحزب، يوجد فقط 20 مصنفين ضمن المراتب الأولى. وقال بوجمعة هيشور، مسؤول مركز الدراسات والتحاليل في الأفالان، ل''الخبر''، إن أمين عام الحزب ''يقود انحرافا عن خط الحزب لحسابات ضيقة في أفق رئاسيات .''2014 وحمل هيشور الوزراء عمار تو والطيب لوح ورشيد حراوبية ''المسؤولية عن الوضع الحالي''. وأضاف: ''قوائم الحزب وضعت في قاعة مغلقة بمقر وزارة التعليم العالي''. وبرأيه فإن بلخادم ''يخطط لبلوغ كرسي الرئاسة بالتعاون مع الإسلاميين، لكننا لن نسمح له بذلك، لقد تحرك رئيس الجمهورية في الوقت المناسب، من خلال رفع الغطاء عنه (في إشارة إلى بيان الخميس الماضي بأن مشاركة بلخادم في ندوة مرسيليا، حول حرب التحرير جاءت بصفته أمينا عاما للأفالان، وليس بصفته ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية). وانتقد هيشور سفريته إلى فرنسا، واعتبر أن مشاركته في ندوة مرسيليا غطاء للحصول على مباركة فرنسوا هولاند مرشح الاشتراكيين ليس إلا. موضحا أنه ''يسير على نفس خطى الأمين العام السابق علي بن فليس، الذي فجرت زيارته لباريس في جانفي 2003 نقاشا حول خططه لمنافسة الرئيس بوتفليقة، والحصول على دعم باريس لذلك، وأطيح بعلي بن فليس بعد معركة سياسية وقضائية سنة بعد ذلك. ويرى أعضاء آخرون في اللجنة المركزية أن أي تحرك ضد بلخادم في هذه المرحلة غير ذي معنى، ويجب انتظار نتائج التشريعيات قبل محاسبته على خياراته.