كشف المخرج الفرنكو جزائري، مالك بن اسماعيل، بأنه يعمل على مشروع فيلم يحمل عنوان ''الأسفار'' تبناه مهرجان كان، من بين 15 سيناريو في العالم، بينما ينتظر فيلمه ''الصين ما زالت بعيدة'' تصريح الاستغلال لتسويقه في الجزائر. وقال مالك في حوار مع ''الخبر''، إنه لا توجد طابوهات تاريخية في المجتمع، بل هي تخص السلطة وحدها، التي تحكمها تعقيدات معينة. تشاركون لأول مرة في اللقاءات السينمائية ببجاية، كيف كان ذلك؟ سعيد جدا بتواجدي معكم هنا في بجاية، لقد تلقيت دعوة من المنظمين للمشاركة في التظاهرة التي أجدها جميلة ومشجعة وثمينة، خاصة في زمن القحط السينمائي. يدرك الجميع أن الأجيال الجديدة تحب الجديد وليس المتجدد. والفيلم الذي حضرت به رفقة الفريق التقني، يستجيب لهذه الشروط، حيث يعرض لأول مرة أمام الجمهور، ونحن بصدد التحضير لتسويقه في الجزائر، بعد حصولنا على تصريح الاستغلال. لماذا اخترتم فيلم ''الصين مازالت بعيدة'' للمشاركة في اللقاءات؟ المنظمون هم أصحاب الاختيار، كما أن شروط المشاركة تقتضي ذلك، من بينها أن لا يكون سبق للفيلم أن عرض على الجمهور، ولا بد أن يحدث ذلك في اللقاءات السينمائية. وبالمناسبة، هو آخر فيلم أنتجته إلى حد الساعة. أما بالنسبة للعنوان ''الصين مازالت بعيدة''، فاستوحيته من الحديث الشريف ''اطلبوا العلم ولو في الصين''، وقد أدى المستوى الذي تعيشه المدرسة الجزائرية اليوم، من ضعف وانحطاط وسيطرة الارتجالية في التسيير والتوجيه، بالجزائري إلى التأخر عن الأمم الأخرى منها الصين، خاصة في مجال البحث والتربية والتعليم. تطرق الفيلم إلى عدد من الطابوهات، منها التاريخية؟ الطابوهات التاريخية التي نتحدث عنها لا تخص أفراد المجتمع، لأننا صرحاء ومتفاهمون فيما بيننا، بل تخص السلطة وحدها التي تحكمها تعقيدات معينة. وأكرر أن حركة المجتمع المدني، لا تعاني من طابوهات معينة، وهذه الأخيرة يزيد عددها بقدر انغلاق النظام على نفسه. أقصد محاولتكم تغيير بعض الثوابت التاريخية، مثل الحديث عن أول رصاصة في الأوراس؟ لا، ليست محاولة للتغيير، وأنا لم أفتح تحقيقا معينا، بل اكتفيت بنقل حقيقة معينة للناس، لأنه حان الوقت أن يعرف الجزائري بعض الحقائق التاريخية، كقضية مطلق الرصاصة الأولى بالأوراس وإعلان بدء الثورة. يقول المسؤولون إن أول من أطلق الرصاصة هو المجاهد صبايحي، بينما هناك شهادة لمجاهد اسمه جغروري، يبلغ من العمر 86 سنة، مع رفاقه في السلاح، يؤكد أن الرصاصة الأولى ضحيتها زوج من المعلمين الفرنسيين يدعون السيدة والسيد مونيرو. فقد أطلق جغروري الرصاص على حافلة يوجد فيها القايد، لكنه أصاب السيد مونيرو وجرحت السيدة مونيرو، وتعتبر أول رصاصة أطلقت في الأوراس، وتؤكد ردود فعل مصطفى بن بولعيد ذلك. ومازال لغز آخر حول دواعي اختيار 05 جويلية للاحتفال بالاستقلال، بينما بدايته الحقيقية كانت يوم 03 جويلية ومازالت هناك ألغاز أخرى. وهنا من المفروض أن يتدخل المؤرخون، لكن غيابهم مكّن السينمائيين من تسليط الضوء على بعض ظلال في ثورتنا. ألا يخيفكم ردّ فعل عنيف من وزارتي التربية والمجاهدين التي تقول إنها اطلعت عل السيناريو؟ أخاف مِن مَن؟ أو مِن ماذا، نحن نتعب ونعمل، إذا أعجب ذلك النظام فمرحبا، وإذا لم يرض به، فليفعل ما يشاء. والسينمائيون هم الوحيدون الذين لا يحق لهم الخوف، لأن المثل يقول ''ما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها''. أعتقد أنه من الأفضل لو كان النظام يتحلى بقليل من النضج، أن يدعو المخرجين والفنانين للعمل سويا للكشف عن نقاط الضعف. وأعلم أني لا أعمل لأرضي النظام أو حتى أي جهة أخرى. هل لك مشاريع مستقبلية تكشفونها لقراء ''الخبر''؟ نعم، المشروع الذي أحضره في مستوى السيناريو الذي حظي بتزكية من مؤسسة سينما بمهرجان كان، وقد تم انتقاؤه من بين 15 سيناريو في العالم، والفيلم المشروع يحمل عنوان ''الأسفار''، وهو اليوم بصدد جمع التمويل في مختلف دول العالم. وأتمنى من كل قلبي أن تساهم الجزائر ولو رمزيا في تمويل المشروع، علما أن دولا أخرى سبقتها إلى ذلك مثل فرنسا وكندا واليابان.