يشارك المخرج الجزائري مالك بن إسماعيل، مطلع الشهر المقبل، في برنامج سينمائي خاص موجه للإحاطة بالسينما العربية المعاصرة، بمتحف الفن المعاصر بنيويورك الأمريكية، أين سيتم عرض فيلمه ''الصين ما تزال بعيدة''، وتنظيم حلقة نقاش حوله. يستضيف المتحف نفسه مخرجين عربيين هما مالك بن إسماعيل والفلسطيني إيليا سليمان. ومن المنتظر أن يتم عرض فيلم ''الصين ما تزال بعيدة'' لبن إسماعيل، وتنظيم حلقة نقاش حوله. وهو فيلم أثار وما يزال يثير كثيرا من السّجال، منذ صدوره السنة الماضية، ويعود إليه المخرج في حديث مع ''الخبر''، قائلا: ''حاولت العودة إلى أولى العمليات وأولى طرق التعاطي والتفاعل مع تاريخ الفاتح نوفمبر .1954 ركّزت على قضية المعلمين مونيرو في الأوراس. اتخذت من القضية ومن المدرسة التي اشتغلا فيها ديكورا رئيسيا للفيلم. ومن الحادثة نفسها مطية، بغية العودة إلى مختلف تحوّلات وأهم محطات تاريخ الثورة التحريرية''. وبالعودة إلى مسألة منع الفيلم نفسه من العرض عبر قاعات السينما في الجزائر يردّ: ''أحاول إخراج أفلام تعرض في قاعات السينما وعلى شاشة التلفزيون. قدمنا منذ أشهر طلب ترخيص من أجل عرض الفيلم في قاعات السينما وما زلت أنتظر إجابة الوزارة''. ويرى نصاحب فيلم ''بوضياف.. أمل مغتال'' أنه من الضروري تنصيب لجان عمل مشتركة، تجمع بين مؤرخين من الجزائروفرنسا، بغية إماطة اللثام عن كثير من المحطات المهمة من التاريخ الكولونيالي في الجزائر. ويحاول مالك بن إسماعيل، عبر كثير من الأعمال السينمائية، مساءلة التاريخ، حيث حملت آخر أعمال المخرج عنوان ''الصراعات الداخلية في الأفالان'' والذي تم عرضه، نهاية الشهر الماضي على قناة ''فرانس ..''2 ويتحدث عنه المخرج: ''كان من الضروري العودة إلى تلك الصراعات. الاستماع إلى مناضلي فيدرالية فرنسا الذين انخرطوا في جبهة صدام ثانية على الأرض الفرنسية''. ويواصل: ''كثير من مناضلي الأفالان توافدوا وقبلوا الإدلاء بشهادتهم. ولكن واجهنا صعوبات في إقناع مناضلي الحركة الوطنية الجزائرية الذين يرفضون العودة إلى حيثيات تلك المرحلة''. واستفاد المخرج من شهادات جنينة ابنة مصالي الحاج التي ''أحصت 4000 قتيل في الصراعات التي دارت بين التيارين في فرنسا''. كما أدلى المؤرخ محمد حربي أيضا بشهادة مهمة من منطلق كونه شاهدا (وليس فقط مؤرخا) عن الحقبة ذاتها. في انتظار عرض الفيلم الوثائقي نفسه في الجزائر، سيتم عرضه في أيام قرطاج السينمائية بتونس ثم في مهرجان الفيلم التاريخي بفرنسا.