لا تتأسفوا أيها الجزائريون على تسيير شؤون بلدكم بحكومة ربع وزرائها الأساسيين أقيلوا وعوّضوا بوزراء بالنيابة.! لأن تسيير الوزارات بالنيابة فيه إيجابية قد لا يعرفها المواطن الجزائري. فالوزير بالنيابة لا يمكنه اتخاذ القرارات المهمة في تسيير شؤون الوزارة أو القطاع... وإنما يسيّر فقط الشؤون الجارية العادية. معنى هذا الكلام أن الوزارات التي كان النشاط الأساسي فيها هو السرقة والفساد، فإن تسييرها بالنيابة يعدّ إيجابية مهمة لأن الفساد يتوقف نشاطه بالفعل.! ولو تقوم الجهات المختصة بمحاربة الفساد بتقييم وضع الفساد في الأشهر التي تسيّر فيها القطاعات الحكومية المفسدة بالنيابة لتبيّن لها أن نمو الفساد يتراجع عما كان عليه في عهد الوزير الكامل الصلاحية.! وقد يكون الرئيس بوتفليقة قد عمد إلى تجميد الحكومة والوزراء بهذه الطريقة في سياق محاربته للفساد.! وهذه إيجابية كتجميد الحكومة لم تكن في الحسبان.. أو كانت في الحسبان ولم ننتبه إليها في حينها.! ثمة مسألة أخرى وهي أن الوزراء الذين كان يثار حولهم لغط كبير بخصوص سوء تسيير قطاعاتهم تم إضافة وزارات أخرى إليهم لتسييرها بالنيابة... أي على طريقة الفيل يلزمه فيلة؟! وهذا في حد ذاته رد سلطوي على المتشدقين من الشعب الذين يطالبون بالتغيير.! فهذه أيضا صورة من صور التغيير.! بقي أيضا أن يعرف الشعب الجزائري بأن أمور تعيين حكومة جديدة جارية على قدم وساق في سرايا السلطة وفي قيادات الأركان للأحزاب المتحالفة في البرلمان وأن الجهات المختصة بتشكيل الحكومة الجديدة تواجه صعوبات جدية في إيجاد وزراء أكثر رداءة من الذين أقيلو أو الذين أنيبوا... وعندما توفّق الجهات المختصة بتعيين الوزراء في إيجاد وزراء أسوأ مما هو قائم فلن تتردد هذه الجهات في إعلان الحكومة الجديدة... وستكون حكومة بالتأكيد أكثر رداءة وفسادا... بحيث يتأدّب هذا الشعب ويكفّ عن المطالبة بفكرة التغيير.! والأكيد أن الآفة ستعطينا حكومة على مستوى من الرداءة يجعلنا نكف عن المطالبة بالتغيير.! وعندما نسمع بأن الأفلان المنتصر في الانتخابات هو الذي سيشكل الحكومة القادمة وأن أمينه العام المنتشي بالنصر يواجه صعوبات في عقد اجتماع لحزبه المنتصر في الانتخابات إلى درجة أنه يريد إثبات صفة عضوية اللجنة المركزية (السلطة العليا للحزب بين مؤتمرين) بمحضرين قضائيين خوفا من أن يتسلل غير القياديين إلى هذا الإجتماع.! والأمين العام هذا هو الذي عيّن اللجنة المركزية.! عندما يحدث هذا في قيادة الحزب الذي سيحكمنا 5 سنوات قادمة، فلكم أن تتصوروا حجم الصعوبات التي يواجهها هذا الحزب في إعداد قائمة الحكومة! ولكم أن تتصوروا حجم الرداءة التي ستكون عليها الحكومة القادمة؟! ولكم أن تتصوروا حجم الكارثة التي تنتظرنا في ظل حكم هؤلاء لنا مدة 5 سنوات؟! اللهم لطفك بنا.! [email protected]