حذر منتدى المؤسسات الوطنية للصليب والهلال الأحمرين لمنطقة الساحل، أمس، من استمرار نزوح اللاجئين الماليين إلى كل من الجزائر وموريتانيا وبوركينافاسو، وتدهور الوضع الصحي والأمني وسط التهديدات الإرهابية، لأزيد من 200 ألف شخص فر أغلبهم إلى الجنوب الجزائري. قال رئيس الصليب الأحمر المالي الدكتور سيس عبد الرحمان في تصريح ل''الخبر''، على هامش افتتاح أشغال منتدى المؤسسات الوطنية للصليب والهلال الأحمرين لمنطقة الساحل بفندق الشيراتون بالجزائر، إن ''الوضع العام في مالي يصنف في درجة الخطير جدا، بسبب نقص الغذاء وانتشار الأمراض''. وأشار إلى أن سكان شمال مالي يعانون من وضعية يأس، حتى قبل اندلاع الأحداث، لأن البلد يعاني من الجفاف، وقال إن عدد النازحين في عدد من الدول المجاورة يتراوح، بحسب التقارير التقريبية، بين 50 و60 ألف شخص في كل بلد، لكن أغلب هؤلاء في الجزائر. وكشف رئيس الصليب الأحمر المالي بأن ''عدد النازحين الماليين يقدر بحوالي 200 ألف شخص، يحتاجون إلى رعاية صحية ونفسية، وتقديم المعونة والدواء، في ظل تدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل وانتشار الأسلحة ونشاط الإرهابيين''. واعتبر المتحدث بأن ''الجزائر كانت تدعم باستمرار مالي وعدد النازحين في الجنوب الجزائري يثبت ذلك، ناهيك عن المساعدات التي تصلنا عبر الطائرات العسكرية تباعا''. وفيما يتعلق بقضية الدبلوماسيين المختطفين في مالي، قال الدكتور سيس عبد الرحمان: ''لا أنباء دقيقة عن وضعيتهم حاليا، لكننا متأكدون أن كل هذه الأحداث ستعرف نهاية سعيدة بفضل الدبلوماسية الجزائرية''. المنتدى الذي يشارك فيه ممثلون عن الجزائر وموريتانيا والنيجر ومالي وليبيا والتشاد وبوركينا فاسو، سيتم خلاله إنشاء جمعية تضم الصليب والهلال الأحمرين بسبع بلدان لمنطقة الساحل، وسيدوم الملتقى إلى غاية 18 جوان الجاري. وقال رئيس الهلال الأحمر الجزائري، بن زقير حاج حمو، ''لدينا برامج مشتركة ويجب علينا تحديد إطار عملي يسمح لنا بالعمل سويا ميدانيا''. كما صرح بأن الهلال الأحمر الجزائري يسهر على متابعة وضع اللاجئين الماليين في الجنوب الجزائري وقضية اختطاف القنصل وستة دبلوماسيين بقنصلية الجزائر بغاو، حيث تعد الحادثة خرقا للقواعد الأساسية للقانون الدولي الإنساني. أما رئيس الصليب الأحمر في النيجر، علي بن دياري، فقال إن هذا اللقاء فرصة بالنسبة للبلدان المشاركة بهدف تبادل خبراتهم ومعرفتهم بغية التصدي للأوضاع العاجلة الناتجة عن تدهور الوضع الإنساني بشبه المنطقة. كما أن انتشار الإرهاب والسلاح في المنطقة يزيد من حجم الخطر والتحديات من أجل القيام بالمهام الإنسانية.