صدر عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، كتاب ''عجائب الأسفار ولطائف الأخبار'' للشيخ أبو راس الناصري الجزائري المتوفى سنة 1823م، بتحقيق الدكتور بوركبة محمد، الذي أشار إلى أنّ أهمية تحقيق هذا المخطوط يرجع إلى ''المعلومات الدفينة الّتي تحتويها أغلب ورقاته، خاصة ما تعلّق منها بوضع وهران والثغور المغاربية في مرحلة الزحف الإسباني الّذي سبَّب اضطراباً كبيراً في الحياة الاجتماعية في أغلب المدن الّتي تمّ إخضاعها''. وقسّم المحقّق الكتاب إلى قسمين: الأوّل خصّصه للدراسة وفيه يحتوي على أربعة فصول، في حين خصّص الثاني للتّحقيق. حيث تناول في الفصل الأوّل من القسم الأوّل حياة أبي راس الناصري، من مولده حتّى وفاته، إضافة إلى شيوخه ورحلاته العلمية إلى أقطار العالم العربي والإسلامي من الجزائر إلى العراق. كما تكلّم الباحث عن المهام والمناصب والوظائف الّتي تقلّدها الشيخ وتطرّق أيضاً إلى تلامذته وآثاره العلمية ومؤلفاته. في حين تضمّن الفصل الثاني عصر أبي راس وأوضاعه السياسية الّتي عرف فيها محنته من خلال حروب درقاوة (1219ه / 1804م). كما تحدّث عن الجانب الإداري مركّزاً فيه على دار السلطان وبايلك الشرق والغرب والتيطري، والأوضاع الاجتماعية والحياة العلمية الثقافية. بينما تمحور الفصل الثالث حول دراسة مخطوط ''عجائب الأسفار ولطائف الأخبار'' والمصادر الأساسية الّتي تناولت ودرست فتح مدينة ''وهران''، وتطرّقت إلى المناسبة الّتي ألّف فيها هذا المصدر أو الكتاب. أمّا في الفصل الرابع فقد وصف المخطوط في جزئيه الأوّل والثاني من حيث أسلوب وطريقة ومنهج المؤلّف.