قرار بالدخول في احتجاجات لمساندة رئيس نقابة النفسانيين أعلنت تنسيقية النقابات المستقلة من أجل الدفاع عن الحريات النقابية، عن قرار شن حركة احتجاجية واسعة قريبا، في حال رفض وزارة الصحة التراجع عن إحالة رئيس نقابة الأخصائيين النفسانيين على مجلس التأديب بسبب مشاركته في اعتصام 29 ماي الماضي. ودعت التنسيقية المتكونة من 10 نقابات من مختلف قطاعات الوظيف العمومي إلى تدخل رئيس الجمهورية لفرض تطبيق القوانين والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها الجزائر. وقال رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الصادق دزيري، إن العمل النقابي الجاد أضحى في خطر و''هناك تحامل غير مسبوق على النقابيين''، مستدلا بالتوقيفات التي طالت أساتذة التعليم العالي في وادي سوف وأمناء الضبط في عدد من الولايات، نتيجة مطالبتهم بحقوقهم المهنية والاجتماعية. وآخر هذه التعسفات، كما يضيف، توقيف رئيس نقابة النفسانيين، كداد خالد، دون أي مخالفة مهنية، وتحديد موعد الرابع جويلية، أي عشية الاحتفالات بخمسينية الاستقلال، لغرض توجيه ضربة لحرية التعبير والنشاط النقابي المستقل عامة. من جهته، اعتبر رئيس النقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين، يوسفي محمد، بأن ما يجري من تضييق على الحريات النقابية في هذه المرحلة مسألة غاية في الخطورة، ينبغي أن تحرك القوى الفاعلة في البلاد من أحزاب الطبقة السياسية والبرلمان، وبالأخص رئيس الجمهورية بصفته راعي حقوق الشعب. ويرى المتحدث بأن الوضع في قطاع الصحة متعفن جدا، متهما الوزير ولد عباس بالسعي لتكسير النقابات منذ توليه مقاليد الوزارة وفق ''مخطط مبرمج'' والشاهد، حسبه، الأوامر التي وجهها الأمين العام للوزارة لمسؤولي المؤسسات الاستشفائية التي يعمل بها رؤساء التنظيمات المشاركة في الاعتصام المذكور قصد توقيفهم عن العمل. وردا على تساؤلات الصحفيين، أكد رئيس نقابة الأخصائيين النفسانيين، كداد خالد، بأن نقابته أعلنت عن تنظيم اعتصامين أمام وزارة الصحة ومديرية الصحة لولاية الجزائر على التوالي، يومي 2 و4 جويلية القادم، تنديدا بتمسك الوزارة بمثوله أمام المجلس التأديبي، مضيفا بأنه لا يرجو أن تصل الأمور إلى العدالة، ولكنه ألح على أن ما يحدث له مناورة من الوصاية، تريد بها تحويل اهتمام التنظيمات النقابية عن الانشغالات الأساسية للقطاع. واستطرد قائلا: ''هذه فضيحة والأحرى بالوزير أن يحارب مافيا الدواء عوض أن يقود معارك خاسرة ضد ممثلي العمال''. في السياق ذاته، تطرق رئيس النقابة الوطنية للأطباء العامين الممارسين في الصحة العمومية، مرابط الياس، إلى الإجراءات التي اتخذتها التنسيقية لمساندة قضية رئيس نقابة النفسانيين، حيث ستوجه رسالة لرئيس الجمهورية للمطالبة بوقف الإجراءات الردعية ضد النقابيين قبل الانتقال إلى مرحلة الاحتجاج الموحد، بينما طالب رئيس مجلس أساتذة التعليم العالي، عبد المالك رحماني، بالتوقف عن استفزاز النقابيين والاستهزاء بقوانين الجمهورية، موجها انتقادات لاذعة للحكومة التي صمت آذانها، حسبه، عما يجري من تجاوزات في حق النقابات المستقلة، رغم علمها بكل شيء. واستطرد في هذا الشأن: ''كل من يحمل ختم الجمهورية في الجزائر يظن نفس إمبراطورا''.