استمتع الوافدون على قاعة ''ابن زيدون''، بديوان رياض الفتح في الجزائر العاصمة، سهرة أول أمس، بالحفل الذي افتتحت به فرقة ''كوك مالكو'' موعد ''العود''، الذي تنظمه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بمساهمة ''الخبر''، في ختام فعاليات تظاهرة ''جذور وأنغام''. توقفت فرقة ''كوك مالكو'' القادمة من سواحل المتوسط، سهرة أول أمس، عند ثلاث محطات فنية، أبحرت خلالها بالحضور إلى مراسي النغمة التركية -اليونانية، وكذا عوالم موسيقى البلقان والموسيقى المتوسطية، حين راح أعضاؤها يعزفون ألحانا شجية، تتقاطع إلى حد بعيد مع نوطات الموسيقى الأندلسية العتيقة. وقد تفنن أعضاء الفرقة الذين كانوا يتداولون تباعا على المنصة، في مداعبة ثلة من الآلات الموسيقية، على غرار ''الكلارينات''، ''الكمان''، ''الناي''، ''العود''، ''الدف'' و''الدربوكة''، صانعين بذلك لوحات إبداعية مميزة، بعضها مستوحى من التراث التركي، والبعض الآخر من نظيره اليوناني، إضافة إلى مزج الاثنين معا. كما أعادت ''كوك مالكو'' الوافدين على القاعة، إلى زمن الكوميديا الغنائية التي كان يتحف بها الممثل محمد حلمي، متتبعي أعماله عبر ''الشاشة الصغيرة''، ناهيك عن استحضار روح أغاني الفنانة نورة، من خلال المقاطع الموسيقية والوصلات الغنائية التي أبدعت في تقديمها. وتحيل الخلطة التي أتحف بها منشطو رابع وآخر محطة فنية للوكالة، ضمن تظاهرة ''جذور وأنغام''، التي سبق أن توقفت عند ثلاث محطات موازية، على زمن الوصل الأندلسي الجميل، بعد أن هرّبوا من سجله الثري باقة من الألحان، لكن بكلمات تركية تفاعل الجميع معها. للتذكير، فإن سهرة اليوم، وهي السهرة الختامية لموعد ''العود''، ستحمل إمضاء المؤلف والعازف الشاب، أنور عبد الراغ، من بغداد، الذي زاول دراسته بأكاديمية الموسيقى بمسقط رأسه، وبعدها ببلجيكا، حيث أسس فرقة ''مقامات''، وأيضا مدرسة موسيقية ببروكسل. وقد عزف في العديد من الدول العربية، علاوة على أوروبا وأستراليا، وبحوزته خمس ألبومات من سنة 2000 إلى .2011