تتواصل المعارك القبلية بمدينة الكفرة بجنوب ليبيا، مخلفة، في آخر حصيلة، مقتل ما لا يقل عن 47 شخصا، وجرح ما يزيد عن المائة. وحسب مصادر طبية، فإن عدد قتلى قبيلة التبو بلغ، إلى غاية مساء أمس، 32 قتيلا، وقد مات هؤلاء، وجرح العشرات من قبيلتهم، تحت وابل القصف المدفعي. وأكد زعيم قبيلة الزوية، عبد الله الزوية، حسب برقية لوكالة الأنباء الفرنسية، مقتل 15 شخصا من أبناء قبيلته في المواجهات التي تشير كل المعطيات إلى أنها ستتواصل في الأيام القادمة لغياب الحلول، ولعجز الجيش الليبي، الذي لا زال في طريق التكوين، عن التدخل لفض الاشتباكات بين المتقاتلين، بل وحدث أن وجد أفراد هذا الجيش أنفسهم عرضة لهجوم من قبيلة التبو ذات الجذور الإفريقية، التي ترى في عناصره متعاطفين، ولو معنويا، مع قبيلة الزوية العربية. وحسب برقيات لوكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن أحد زعماء التبو، حسين ساكي، فإن القصف المتواصل للمناطق السكنية للقبيلة تواصل طيلة الأيام الأخيرة، وقال بأن مقاتلي قبيلته سيردون على مصادر القصف، وسيهاجمون، كذلك، مواقع كتيبة ''درع ليبيا''، التابعة للجيش الليبي، لأنها تتعاطف، كما قال، مع الذين يحاربونهم. للإشارة اندلعت آخر فصول هذه الحرب بين القبيلتين شهر فيفري الماضي، وقد خلفت، لحد يوم أمس، عشرات القتلى في صفوف الجانبين، كما تسببت في هروب نصف عدد سكان مدينة الكفرة، التي يبلغ عدد سكانها أربعين ألف نسمة، باتجاهات مختلفة، وقد تجمع كثير من هؤلاء الفارين من جحيم الحرب عند نقطة حدودية قرب الحدود الليبية التشادية السودانية. سياسيا أنهت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات كل استعداداتها الفنية واللوجستية لتنظيم انتخابات المؤتمر الوطني العام ''البرلمان''، التي ستجرى في السابع من الشهر الحالي، وينتظر منها أن تؤدي إلى انتخاب مجلس تأسيسي يستلم السلطة التشريعية من المجلس الوطني الانتقالي الحالي، ليتم بعد ذلك وضع دستور للبلاد. وعن تطورات هذه العملية نقل عن رئيس المفوضية، نوري خليفة العبار، أنه تم الانتهاء من كل التحضيرات، وبالتالي لم يعد هناك أي احتمال لتأجيل الموعد، مثلما سبق وحصل في شهر جوان الماضي.