إنّ التربية بما تحمله من معان وما يرتبط بها من أحكام في شتى المجالات، مهمة خطيرة وعظيمة تقع على كاهل الأمهات والآباء. ومن المعلوم أنّ الأم أقرب النّاس إلى الابن، خاصة في مرحلة الطفولة، فمن الضروري أن تساهم في إعداد ابنتها خاصة في القضايا المتعلّقة بأحكام دينها، في الطهارة من الحيض والنفاس والاحتلام، وغير ذلك ممّا يُعدّ لازماً لأداء عبادتها على الوجه المطلوب، وهذا ممّا لا ينبغي الحياء فيه. فعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: ''نِعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهنّ الحياء أن يتفقهن في الدِّين'' رواه مسلم. وهنا، نذكر حديث المرأة الّتي جاءت إلى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، تسأله عن كيفية التطهر من الحيض، وهو شاهد قوي على وجوب تعلّم المرأة أحكام دينها لتعلّمها بناتها بعد ذلك. فعن عائشة، رضي الله عنها، أنّ امرأة سألت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، عن الحيض كيف تغتسل منه؟ قال: ''خذي فرصة من مسك فتطهري بها. قالت: كيف أتطهّر؟ قال: تطهّري بها. قالت: كيف؟ قال: سبحان الله تطهّري. قالت عائشة: فاجتذبتها إليّ، فقلت: تتبّعي بها أثر الدم'' رواه البخاري ومسلم. وكذا في مسألة الاحتلام، فعن أمّ سلمة أمّ المؤمنين، رضي الله عنها، أنّها قالت: جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا رسول الله، إنّ الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''نعم، إذا رأت الماء'' رواه البخاري ومسلم. فلا ينبغي أن تستحي الأم في تعليم بناتها تلك الأحكام، أو البنت في سؤال أمّها وإخبارها بشؤونها الخاصة، لأنّ في ذلك سلامة لدينها وسلامة لنموها ونفسيتها وتكوين شخصيتها، خاصة في السن الموافق لمرحلة البلوغ. أما عن حكم تلك الأيّام، فهو القضاء مع الفدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم.