التفجير الذي حدث في دمشق، مؤخرا، وأودى بحياة 4 من كبار قادة نظام الأسد، قد يكون فعلا ضربة قاسية لنظام الأسد.. ولكنه قد يكون عكس ذلك تماما.. قد تكون العملية ضربة قاسية بالفعل ولكن ليس للنظام السوري، بل للمعارضة المستقوية بالخارج. قد تكون العملية بالأساس مواجهة أمنية بين الاستخبارات الغربية العاملة في سوريا والاستخبارات الروسية.. وقد انتهت بعملية دموية لصالح الاستخبارات الروسية وليس الاستخبارات الغربية. تذكروا ما يأتي: تصريح وزير خارجية روسيا أثناء الأحداث بأن ما يجري في سوريا هو معركة فاصلة في الأزمة السورية. العملية جاءت بعد ما سمي بانشقاق مناف طلاس وذهابه إلى باريس لترتيب عملية انقلابية مع الغرب ضد بشار.. أو عملية تغيير بواسطة النظام للنظام، وقد يكون ''الكا جي بي'' قد لعب دورا في تحديد هذه العملية لكشفها وتصفيتها بهذه الطريقة الدموية، ونسب ما يقع إلى الجيش الحر والداعمين له من الغربيين، وبذلك إعطاء درس استخباراتي روسي للغرب وأتباعه في سوريا. فالعملية قد تكون روسية سورية هدفها تنقية النظام العسكري السوري من أي احتمال للانشقاق.. وأن هؤلاء الضحايا في التفجير كانوا بالفعل ضحايا لعملية روسية، هدفها كشفهم وتصفيتهم بهذه الطريقة التي تدل على احترافية كبيرة! لاحظوا أن من وضع القنبلة هو أحد الحراس المقربين من الأسد وتمكن من وضعها باحترافية كبيرة في المكان الذي ينبغي أن توضع فيه. وأن الأسد سارع إلى تعيين من يخلف هؤلاء في مناصبهم وكأنه كان ينتظر حدوث ما حدث.. بل وسارع بإعطاء الخبر عبر التلفزة السورية وكأنه سعيد بما حدث.! وهو سعيد بالفعل لأنه أنهى خطرا على نظامه أكبر من خطر المعارضة. تداعيات الحادث على المعارضة والغرب جاءت متسارعة وفي صالح الأسد، ''فيتو'' مزدوج في مجلس الأمن روسي صيني ورضوخ غربي للمطلب الروسي بتمديد عمل المراقبن الدوليين في سوريا وعودة الحديث من جديد عن فكرة التسوية السياسية التي تترك للأسد مخرجا مشرفا كما يرى الروس، بل ويسارع بشار إلى نفيها.. لأنه بدأ يحس بالقوة بعد أن ساعده الروس على توجيه هذه الصفعة للغرب الذي كان قادته يصرحون بأن سقوط بشار أصبح مسألة أيام وحتى ساعات.! على خلفية انشقاق مناف طلاس واجتماع هؤلاء لتنحية بشار. وليس من الصدفة أن يقوم الجيش السوري بعد هذه العملية بإطلاق يده في تصفية جيوب المقاومة التي تسمى الجيش الحر وبدموية لا مثيل لها من قبل. إذن، فتفجير قيادة الجيش السوري في دمشق هي عملية استخباراتية، انتصر فيها الروس على الغرب بامتياز.. وتداعيات هذا الحادث ستكون قوية على مجريات الوضع في سوريا في الأيام القادمة وعلامة فارقة في حسم الصراع بين القوى العظمى في سوريا. [email protected]