قال الحافظ لكتاب الله، أبو بكر خرشيش، إنّه قرّر أن تكون مشاركته الأخيرة في مسابقة ''تاج القرآن'' بالنّظر لبعض الظروف التي رفض الكشف عنها، كما أنّ أجندته المستقبلية سطر فيها الكثير من الأهداف، تبدأ بالنّهل من ''علم المقامات''، ودخول حقل الإنشاد، حيث يقول عن نفسه ''أنا من عشاق الإنشاد، كما كانت لي دعوة لافتتاح المهرجان الوطني المحلي للإنشاد الذي تمّ مؤخّرًا بفالمة''، وهذا كله لم يصرفه عن دراسته الأكاديمية وتحقيق التفوق فيها. هل يمكن أن تحدثنا عن تجربتك الثانية في مسابقة تاج القرآن؟ أوشكتُ على ختم كتاب الله، وشغلتُ منصب إمام في مرحلة دراستي الثانوية، تحصّلت للمرة الثانية على التوالي على الجائزة الأولى ضمن مسابقة تاج القرآن، ومرّات متتالية على المرتبة الأولى بولاية فالمة في مسابقة تجويد وترتيل القرآن الكريم، وأنا أعتبر ''العفاسي'' نموذجي وحافزي. بالنسبة لمسابقة ''تاج القرآن''، استطعت الوصول إليها من طريق إيداع ملف ترشحي على مستوى مديرية الشؤون الدينية بالولاية، واللافت فيها أنّها أخذت في طبعتها الثانية حلّة جديدة، حيث كان على لجنة التحكيم الولائية إجراء مسابقة ولائية يتم فيها اختيار المرشحين الثلاثة الأوائل محليًا، لتمثيلها في العاصمة في التصفيات الوطنية، والمسابقة كما هو معروف مفتوحة لكلّ المترشحين الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية عشرة وأربعين سنة. والحمد لله بعد إجراء المسابقة فزتُ بالمرتبة الأولى في ولاية فالمة، وعلى هذا الأساس كنتُ الممثل الأوّل للولاية في التصفيات الوطنية بالعاصمة، والتي تحصّلتُ فيها أيضًا على المرتبة الأولى وللمرّة الثانية على التوالي. هل شجّعك نجاحك المتتالي على الاستمرار في المشاركة بمسابقة تاج القرآن للموسم الحالي؟ ثمّة ظروف تعيقني على المضي في هذا المسار، ولذا قرّرت أنّها المرّة الأخيرة التي أشارك فيها في هذه المسابقة، ولكن هذا لن يمنعني عن مواصلة حفظ كتاب الله. كما أنّ المسابقة كانت تجربة عادت عليّ بخبرة على مستوى جيّد، كما أنّه بفضلها تمّ الاحتكاك بمشايخ وطلبة من مناطق شتى من الوطن، وهذا هو بيت القصيد بالنسبة لي، كما أنّني مهتم كثيرًا بتفسير كتاب الله، ورغم أنّني لم أبدأ في هذا الجانب بعد، لكنّه يبقى من أحد أهدافي في المستقبل القريب إن شاء الله. هلا حدثتنا عن المشاريع والأهداف التي سطّرتها لمستقبلك بالموازاة مع ختم القرآن الكريم؟ هناك تجارب جديدة في الأفق، حيث بدأت حاليًا في تجربة جديدة، وهي دورة في ''علم المقامات''، والتي أراها من زاوية نظري مهمّة للغاية لتحسين الأداء. وبالموازاة مع ذلك فأنا لا أستبعد دخول عالم الإنشاد مع بعض الإخوة، وهذا بإنشاء فرقة إنشادية على مستوى الولاية، فأنا من عشّاق الإنشاد، وقد حظيتُ بدعوة لافتتاح المهرجان الوطني المحلي للإنشاد، الذي نظم منذ أسابيع على مستوى دار الثقافة ''عبد المجيد الشافعي'' بمدينة فالمة. وأضع في صدارة اهتمامي دراستي الجامعية التي اجتزت فيها أطوارًا هامة، حيث مع مطلع السنة الجديدة أشرع في التحضير لمذكرة التخرج ''ماستر'' تخصّص البيولوجيا، والحمد لله فأنا من المتفوقين الأوائل في الدفعة وتحصّلت على معدل ممتاز.