جمّد عدد من المندوبين الولائيين أجور أعوان الحرس البلدي، المعتصمين في بوفاريك بالبليدة منذ أسبوع، للضغط عليهم ومنع مسيرتهم نحو العاصمة التي يتمسكون بها لإيصال مطالبهم إلى رئيس الجمهورية. طالبت تنسيقية الحرس البلدي بمناظرة تلفزيونية مع وزير الداخلية لكشف المطالب التي لم يتم تحقيقها عكس ما أعلنت عنه، والذي يخص ''مكاسب'' 2011 التي لم تستجب لتطلعاتهم.. تفاجأ المئات من أعوان الحرس في كل من بومرداس والجزائر العاصمة بعدم صرف رواتبهم للشهر الفارط، واعتصم هؤلاء للمطالبة بحقوقهم التي حرموا منها، بسبب دعمهم لاعتصام الكرامة، الذي تحتضنه حقول منطقة ''فرواو'' في بوفاريك قبالة المطار العسكري ببوفاريك. وأوضح المنسق الوطني للحرس البلدي حكيم شعيب في تصريح ل''الخبر'' في مخيمهم ببوفاريك أن ''950 عون حرس بلدي بالعاصمة من المعتصمين معنا في بوفاريك حرموا من أجورهم، ويحدث نفس الشيء مع زملائهم ببومرداس''. وأضاف ''مثل هذا الأمر سيولد ضغطا أكبر على الأعوان، الذين يصرون على التوجه إلى العاصمة مشيا على الأقدام''. منبها إلى أن ''الداخلية تحاول الضغط على الحرس البلدي في كل الاتجاهات لمنعهم من الوصول إلى رئاسة الجمهورية، خصوصا بعد نشرها لبيان تشير فيه إلى أن 80 بالمائة من المطالب تم تجسيدها''. ففيما يتعلق بملف التقاعد ''لم نحصل عليه كما طلبنا، حيث فرضت الداخلية علينا صيغة لم نتفق عليها''. وأضاف حكيم شعيب ''نحن اتفقنا على صرف أجر بقيمة 18200 للعون الأعزب عند التقاعد لكنها صرفت لأغلبهم في حدود 15000 دينار''. من جهة أخرى، ''لا يمكن أن يطوى ملف المشطوبين، ويصنف في خانة أنه لا يمكن تجسيده ومستحيل، ونحن نتفق على أن ذلك يطبق على من ارتكبوا أخطاء جسدية بالسلاح، لكن لا يمكن شطب عون بسبب غياب مثلا''. ولهذا يجب إعادة النظر في شطبه خصوصا من برأته المحكمة. ويرفض غالبية الأعوان المعتصمين في بوفاريك ''الاستسلام'' أو ''التراجع''، حيث يقول هؤلاء ''لن نستسلم، بل على العكس من ذلك نحن نحضر أنفسنا للسير نحو العاصمة''. ويقول حكيم شعيب ''بإذن الله سندخل العاصمة، ونحن نطالب بأن تكون هناك مناظرة تلفزيونية بيننا وبين وزارة الداخلية لفتح النقاش وأن نكشف كل نقاط الخلاف على المباشر''. وفي حقول ''فرواو'' لا يمكنك أن تمر في الطريق السريع من دون أن تلمح الرايات الوطنية وشعارات الحرس البلدي المعتصمين، حيث ''خيم'' هؤلاء وحولوا حقلا قد حصد محصوله إلى ما يشبه ''المعسكر''. وفي ظروف قاسية للغاية، ينام ويفطر ويترقب هؤلاء ساعة الفرج، حيث شاركتهم ''الخبر'' إفطارهم ليلة أول أمس، تحت أشجار البرتقال. هناك كان الوقت عصرا عندما بلغنا مكانهم، والكل ينتظر أي خبر أو معلومة بخصوص وضعيتهم. واستطاع هؤلاء بفضل المحسنين وتضامنهم أن يفتحوا ''مطبخ الكرامة''، ويعدون ''الشوربة'' التي يتفنن في تحضيرها عبد الرحمان زغميش. ويصطف الأعوان بداية من السابعة إلا ربع في طابور طويل للحصول على حصتهم من الشوربة في قارورات بلاستكية. ويوضح المعتصمون الذين افترشوا الأرض بأن تضامنا لا نظير له من طرف رابطة حقوق الإنسان والأحزاب والجمعيات معهم، ناهيك عن عائلات المفقودين ومفصولي الشرطة ومعطوبي الجيش الوطني.