شدد العاهل المغربي، محمد السادس، على أن المغرب ''سيواصل مساعيه في أفق تقوية علاقاته الثنائية مع كافة الشركاء المغاربيين بمن فيهم جارتنا الجزائر، لكنه شدد على ''بقاء الدبلوماسية المغربية وفية لثوابتها''، كما أكد على إرادة بلاده في إيجاد حل نهائي للنزاع حول الصحراء الغربية. قال الملك المغربي، أمس، في خطاب لشعبه بمناسبة الذكرى ال13 لاعتلائه العرش، أن بلاده ستسعى إلى تقوية العلاقات الثنائية مع الجزائر الشقيقة، وكافة الشركاء المغاربيين، ''وذلك استجابة للتطلعات الملحة والمشروعة لشعوب المنطقة، لاسيما ما يتعلق بحرية تنقل الأشخاص والسلع ورؤوس الأموال والخدمات. وأبان محمد السادس رفضا لواقع حال الاتحاد المغاربي، حين قال أنه ''.. فيما يتعلق بمحيطنا المغاربي المباشر، فإن التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة تمنحنا فرصة تاريخية للانتقال بالاتحاد المغاربي من الجمود إلى حركية تضمن تنمية مستدامة ومتكاملة''، مجددا الدعوة إلى ''نظام مغاربي جديد، لتجاوز حالة التفرقة القائمة بالمنطقة والتصدي لضعف المبادلات بقصد بناء فضاء مغاربي قوي ومنفتح''. وتميز الخطاب الملكي بالهدوء في التعاطي مع الملفات ذات الصلة بالجزائر، مقارنة مع الخطابات السابقة، دونما إشارة إلى تغير في منحى دبلوماسية المملكة، حيث أبدى ملك المغرب تمسكا صريحا بموقف بلاده من القضية الصحراوية، بدعوته إلى ''حل نهائي''، لكن على أساس المقترح المغربي للحكم الذاتي الذي قال إنه ''مشهود له بالجدية والمصداقية.. في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية''، وجدد ملك المغرب عزم بلاده ''على الاستمرار في الانخراط بحسن نية في مسلسل المفاوضات الهادف إلى إيجاد حل نهائي للخلاف الإقليمي ''المفتعل'' حول الصحراء على أساس المقترح المغربي للحكم الذاتي. وأبان الخطاب عن تشدد الملك في حديثه عن رفض ''لأي محاولة للنيل من مصالحنا العليا أو الإخلال بالمعايير الجوهرية للمفاوضات''، عزا انطلاقتها مما أسماه ب''الشرعية التاريخية''، وقال أيضا أن المغرب ''منكب على تحقيق الجهوية المتقدمة في الصحراء ومواصلة إنجاز ورشات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في هذه المنطقة''. وتحدث محمد السادس بنبرة أخف بكثير من نبرة تصريح رئيس حكومته، عبد الإله بن كيران، الذي أنكر، الأسبوع الماضي، فرص نجاح القمة مغاربية في ظل استمرار غلق الحدود البرية بين الجزائر والمغرب. وتحدث ملك المغرب عن منطقة الساحل، داعيا المجتمع الدولي إلى الاهتمام العاجل بها من خلال تبني مبادرات حازمة، متحدثا عن مخاطر ''المساس بالوحدة الترابية والوطنية للدول''. وكان الرئيس بوتفليقة بعث برسالة تهنئة إلى العاهل المغربي بمناسبة عيد العرش جدد فيها التزام الجزائر بتعزيز العلاقات مع المملكة المغربية، وأكد رغبته في ''تمتين أواصر الأخوة وحسن الجوار التي تربط البلدين وتعزيز علاقات التعاون..''.