غزوة بني قريضة غزوة شنّها سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في السنة الخامسة للهجرة، على يهود من بني قريضة في المدينةالمنورة، انتهت باستسلام بني قريضة بشرط التّحكيم فحكم عليهم سعد بن معاذ بقتل المقاتلة وسبي الذرية والنساء وتقسيم الأموال بسبب الخيانة. وصل خبر خيانة بني قريضة إلى رسول الله عليه الصّلاة والسّلام عن طريق سعد بن معاذ وسعد بن عبادة، فقام صلّى الله عليه وسلّم بإرسال نُعبم من مسعود الذي كان قد أسلَم بالسِّرِّ، أن يزرع الشك بين صفوف بني قريضة والغزاة، ونجح بهذا في إبطال الاتفاقية التي كانت بينهم، ولم يعد بنو قريضة يثقون بالغُزاة، ولم يقدموا لهم أيّ مساعدات إلى أن انتهت المعركة وانسحبوا عن المدينة. روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله لمّا رجع يوم الخندق ووضع السلاح واغتسل، أتاه جبريل فقال: قد وضعتَ السّلاح، والله ما وضعناه (أي الملائكة)، قال: ''فإلى أين؟'' قال: ها هنا، وأومأ إلى بني قريضة، قالت: فخرج إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وأمر الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالسير إلى بني قريضة فدخلوا حصنهم، فأقام المسلمون في حصارهم 52 ليلة حتّى استسلم اليهود على التّحكيم، فحكم فيهم سعد بن معاذ أمير الأوس، وكان بنو قريضة حلفاء الأوس، فحكم عليهم سعد بأن تُقتَلَ مُقاتلَتُهم، وأن تُسبى ذراريهم، وأن تُقسَمَ أموالهم، بسبب أنّهم نقضوا العهد فنفّذ الرّسول وقتل منهم 600 رجل.