تأسّست زاوية عبد الرّحمن الإيلولي بتيزي وزو، قبل قرابة 4 قرون، تميّزت خلالها بتحفيظ القرآن قبل أن تتحوّل إلى معهد وطني لتكوين إطارات قطاع الشؤون الدينية. وقد عرفت الزاوية منذ نشأتها بنمط التسيير المشترك، حيث كان الطلبة طرفًا في تسيير شؤون هذه المؤسسة الدينية، وتروي الروايات أنّ عبد الرّحمن الإيلولي كان من بين الأوائل إن لم يكن أوّل مَن أرسى التّسيير الجماعي للزوايا. وكغيرها من زوايا منطقة القبائل، كانت زاوية الإيلولي خلال الحقبة الاستعمارية إحدى المنارات التي خدمت الحركة الوطنية، إذ كانت مكانًا لتنظيم اجتماعات سرية تحت غطاء الدروس الدينية لحثّ الطلبة والمتردّدين عليها على مجابهة الاستعمار، وكان الوقت الفاصل بين صلاتي المغرب والعشاء يخصّص لتقديم دروس وعظ تحمل رسائل ثورية، مكّنَت من إعداد طلبتها للمشاركة في الثورة، كما كان يتردّد عليها كبار المجاهدين ومسؤولون سياسيون في الثورة، وهو ما كان وراء تعرّضها للتّدمير والتّفجير من قبل الاستعمار سنة 1956م. وبعد الاستقلال، أعيد فتح الزاوية مجدّدًا وواصلت مسيرتها إلى غاية بداية الثمانينيات من القرن الماضي، حيث تقرّر تحويلها إلى معهد وطني لتكوين الأئمة وإطارات قطاع الشؤون الدينية، وهي اليوم تأوي العشرات من الطلبة من مختلف أرجاء الوطن، وتغيّر نمط التّسيير فيها حيث انتقلت من نمط التّسيير التقليدي إلى التّسيير الإداري. هذه الزاوية التي أسّسها الشيخ عبد الرّحمن الإيلولي في قريته العام 1635م، تواصل مسيرتها في خدمة الدّين. فبعدما كانت تحفّظ القرآن وتساهم في دعم الحركة الوطنية، فإنّها اليوم تساهم في تدعيم التأطير الديني خصوصًا من حيث الأئمة.