يلقّبها بعض المؤرّخين وعلماء الدين ب''ينبوع الدّين'' الذي لا ينضب، حيث لاتزال منذ تأسيسها في أواخر القرن 15م محافظة على نفس الوتيرة التي بدأت بها بتحفيظ القرآن وتفسيره وشرح تعاليم الدين الإسلامي بشكلها الصّحيح. يقول أحد علماء الدين إن الزاوية التي اتّخذت من الصراط المستقيم مبدأ عملها، ساهمت بالقسط الوفير في الحفاظ على نظافة الإيمان في القلوب، وبرّر ذلك بالآلاف من حفظة القرآن الكريم الذين تخرّجوا من صفوفها. لعبت الزاوية دورًا بارزًا خلال الثورة التحريرية، بعد أن نجح الشيخ طاهر آيت علجت في إعادة فتحها سنة 1937م، حيث كانت تتحدّى الاستعمار الذي يطالب مشايخها بعدم تفسير كلام الله والاكتفاء بحفظه دون فهمه ومنعها من تدريس التاريخ والجغرافيا، لكن المشايخ رفضوا ذلك، ما دفع الجيش الفرنسي إلى قصفها بعشرات القنابل حتى سواها بالأرض، واستشهد خلال القصف 150 طالب من حفظة القرآن رفضوا مغادرتها رغم تحذيرات الجنود الفرنسيين، والتحق بقية الطلبة بالجبال. تخرّج من الزاوية علماء كبار منهم: الشيخ العلامة طاهر آيت علجت الذي كلّف نجله محمد صالح بتسيير الزاوية وكذلك الدكتور مولود قاسم والدكتور محمد الشريف قاهر وقبلهم أحمد البرنوسي الفاسي وعبد الرّحمن الصباغ وسيدي يحيى أو موسى. ويقول مؤرّخون إنّ زاوية سيدي يحيى العيدلي هي أم الزوايا، لمساهمتها في تأسيس الكثير من الزوايا داخل الوطن وخارجه.