شيعت مصر، أمس، شهداء الاعتداء الإرهابي بسيناء، على الحدود المصرية الإسرائيلية، في جنازة عسكرية مهيبة غاب عنها الرئيس محمد مرسي، وحضرها رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ورئيس الوزراء السابق الدكتور كمال الجنزوري، وعدد من القيادات العسكرية والشخصيات العامة، حيث طالب المشيعون بالقصاص للشهداء، فيما خرج البعض منهم في مسيرة تنديدا بحكم الإخوان وأحداث سيناء والمطالبة برحيل الرئيس مرسي. استنكر محمد جاد، القيادي بحزب الوفد وعضو مجلس الشعب السابق، غياب الرئيس المنتخب محمد مرسي عن تشييع جنازة ضحايا القوات المسلحة المصرية، الذين سقطوا في هجوم شنه مجهولون على حاجز أمني بالقرب من معبر كرم أبو سالم على الحدود المصرية الإسرائيلية، قائلا في تصريح ل''الخبر'' إنه من الواجب على مرسي حضور جنازة شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم من أجل سيادة الوطن وحماية حدوده. وفي سؤال حول إدعاءات الجهات الإسرائيلية بإعلامها السلطات المصرية بهجوم محتمل قبل يومين من الحادث، يجيب المتحدث ''هذا الكلام عار من الصحة تماما، وكان هناك اتصال من الجانب الإسرائيلي قبل تنفيذ الحادث بساعات، ولم يتم إبلاغنا عن موقعه وتوقيته، ولو كان فيه معلومات دقيقة عن الانفجار لاتخذت مصر الإجراءات اللازمة لذلك، لأن مثل هذه الحوادث تؤثر على أمن وسيادة الوطن، وتنعكس سلبا على الاقتصاد والسياحة التي تعد شريان الحياة في البلاد''. وفي رده على دعوات بعض المشيعين بإسقاط حكم الإخوان والهتاف ضد الرئيس مرسي، دعا القيادي بحزب الوفد جميع القوى الثورية والأحزاب السياسية إلى التريث وإعطاء الرئيس المنتخب ووزرائه الفرصة لتنفيذ مشاريعهم، قائلا ''لا نستطيع أن نحكم على مرسي، لأنه لم يمكث كثيرا على هرم السلطة، وجاء منقوص الصلاحيات وبلا سلطة تشريعية ولا رقابية، وبالتالي لابد علينا أن نعطيه الفرصة، وبعدها نقرر''. وفي سياق مواز، نظم عدد من النشطاء السياسيين وقفة احتجاجية، ليلة أمس الأول، أمام إقامة السفير الإسرائيلي بمنطقة المعادي منددين بوجوده، ومطالبين برحيله عن مصر، ومتهمين إسرائيل بالوقوف وراء حادث سيناء، وردد المتظاهرون شعارات ''يسقط يسقط حكم العسكر، لا للتطبيع مع اليهود''، وتحسبا لوقوع اشتباكات كثفت قوات الأمن من تواجدها في المنطقة وأقامت حواجز أمام منزل السفير خوفا من اقتحامه، كما تم تشديد الإجراءات الأمنية على المنشآت الإسرائيلية بالقاهرة تحسبا لاستهدافها أو تعرضها لأي هجمات كرد فعل غاضب. وعلى صعيد آخر، وصل صباح أمس إلى القاهرة نائب الرئيس الإيراني حميد بقائي حاملا دعوة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الرئيس المصري محمد مرسي، للمشاركة في أعمال قمة حركة عدم الانحياز التي تستضيفها طهران نهاية الشهر الجاري.