أعلنت الجماعة المسلحة التي اختطفت 48 إيرانيا في دمشق، أن ثلاثة من هؤلاء قتلوا في قصف للقوات النظامية على ضواحي العاصمة السورية. وهددت الجماعة بإعدام الأسرى، الذين قالت إنهم ''ينتمون إلى الحرس الإيراني''، في حال استمر القصف. في أول رد فعل لها عن مقتل رهائن إيرانيين توعدت طهران، أمس، بالرد في الوقت المناسب على ما وصفته ب''المجازر'' التي ارتكبت بحق مواطنيها الذين خطفوا في سوريا. ونسبت وكالة أنباء ''مهر'' أمس إلى رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني قوله إن أمريكا وبعض دول المنطقة ''هي المسؤولة عن المجازر التي ارتكبت بحق الزوار الإيرانيين في سوريا، كما أن إيران لن تلتزم الصمت إزاء هذه المجازر بل سترد عليها في الوقت المناسب''. قالت الولاياتالمتحدةالأمريكية إن انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب يكشف أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ''فقد السيطرة'' على البلاد وأن أيامه ''باتت معدودة''. وأفاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض توني فيتور أن ''من البديهي القول إن هذه الانشقاقات تطال اليوم أعلى مستويات الحكومة السورية وتكشف أن السوريين يعتقدون أن أيام الأسد باتت معدودة''، وتابع فيتور ''الطريقة الأسرع لوضع حد لحمّام الدم ولعذابات السوريين هي في إقرار الأسد بأن السوريين لن يسمحوا له بالبقاء في السلطة''. وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس، أمس، ''إن انشقاق حجاب يبين تزايد هشاشة نظام بشار الأسد''، موضحاً أن ''هذا الانشقاق هو إضعاف لنظام الأسد الذي اختار العنف وبدأ يفقد الدعم''، مشيرا إلى أن ''فرنسا مقتنعة بأن نظام الأسد يقترب من نهايته''. من جهته صرَّح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنه يعتقد أن نهاية بشار الأسد تقترب يومًا بعد يوم، وبأنه يلعب الآن في الوقت الضائع. وقال أردوغان في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول ''حلب بالنسبة لسوريا كإسطنبول بالنسبة لتركيا، فهي مركز سوريا التجاري، ونظام الأسد يعمل على حشد قواته في حلب، بينما المعارضة تحقِّق تقدمًا كبيرًا في إحاطة المدينة عبر ريفها خاصة وهي تسيطر على القسم الأكبر منه، لذا أعتقد أن الأسد يلعب لعبته الأخيرة''. على الطرف المقابل قلل وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أمس، من أهمية انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب، مؤكدا أنه لن يؤثر على سوريا. وقال الزعبي بعد اجتماع ''استثنائي'' لمجلس الوزراء بحسب ما ذكر التلفزيون السوري الرسمي، برئاسة عمر غلاونجي ''لم نسمع عن رئيس الوزراء شيئا، لم يظهر على التلفزيون، ولم يقل شيئا''. وأضاف الزعبي، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية ''سانا'' أن ''سوريا دولة مؤسسات، وقيمة الأفراد فيها قيمة مضافة، والأصل هو طبيعة عمل المؤسسة، وأن انشقاق الأشخاص مهما علت رتبهم أو مواقعهم لا يغيّر ولا يؤثر في نهج الدولة السورية''، مؤكدا من جهة أخرى أن ''لا صحة على الإطلاق لكل ما أشيع ويشاع عن انشقاق بعض الوزراء''. وعلى صعيد آخر ظهر الرئيس السوري بشار الأسد في التلفزيون لأول مرة منذ أسبوعين أمس في تغطية لاجتماعه في دمشق مع سعيد جليلي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وأكد الرئيس الأسد خلال هذا اللقاء على أن سوريا ماضية بالحوار الوطني وهي قادرة بإرادة شعبها على إفشال المشاريع الخارجية التي تستهدف محور المقاومة، كما شدد على تصميم الشعب السوري على تطهير البلاد من الإرهابيين. وفيما يتعلق بالتقارير التي تحدثت عن إنشاء إقليم كردي في سوريا، قال أردوغان: ''ما يجري الآن في شمال سوريا هو عبارة عن مجرد خرائط رسمت في عقول البعض، لكن تركيا لن تغض الطرف عن تلك الخرائط الواهية''. وفي سياق ذي صلة اتهم نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سوريا بتسليم أسلحة ثقيلة إلى حزب العمال الكردستاني. وفي هذا الصدد ذكرت جريدة ''الأوسط'' المقربة من النظام السوري نقلا عن وكالة أنباء تركية، أمس الأول، أن عناصر كردية احتجزت 40 عسكرياً تركياً عبروا الحدود إلى داخل الأراضي السورية، مشيرة إلى القبض على أكثر من 70 ضابطاً تركياً وحوالي 20 ضابط خليجياً وأكثر من 40 ضابطاً من جنسيات متعددة في حلب، كما تم اعتقال 250 مسلح في حي ''الصاخور'' أغلبيتهم من السعوديين والأردنيين والليبيين، على حد قول الصحيفة.