بدأت جبهة القوى الاشتراكية التفكير مبكرا في المجالس البلدية والولائية المقبلة، وستطرح اليوم للنقاش أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب وثيقة تتعلق بالمقاييس السياسية والعملية في اختيار مرشحي الحزب في الانتخابات المحلية المقبلة المقررة في 29 نوفمبر المقبلة. استبعدت جبهة القوى الاشتراكية مناقشة التحضير للمؤتمر المقبل والمقرر عقده بداية السنة المقبلة بحضور الزعيم التاريخي للحزب حسين آيت أحمد، خلال اجتماع والمجلس الوطني اليوم في العاصمة، وأبقت قيادة الحزب على ثلاث نقاط في جدول أعمال الدورة، تتعلق الأولى بمناقشة لائحة سياسية تتضمن الشروط العملية والسياسية والمقاييس التي سيعتمدها الحزب في انتقاء المرشحين لتشكيل القوائم التي سيقدمها الأفافاس في الانتخابات البلدية والولائية المقبلة، وهي الانتخابات التي دأب الحزب على المشاركة فيها، حيث لم يتغيب عن أي استحقاق محلي منذ 1991، خلافا للانتخابات التشريعية التي قاطعها الحزب مرتين متتاليتين في 2002 و.2007 وقال المكلف بالإعلام في الأفافاس، شافع بوعيش، ل''الخبر'' إن اللجنة الوطنية المكلفة بالتحضير للانتخابات المحلية للحزب ستقدم للمجلس الوطني للحزب وثيقة تتضمن معايير الترشح ودفتر شروط وميثاق أخلاقيات المنتخب، والتي سيتم على أساسها معالجة مكلفات الكوادر والمناضلين الراغبين في الترشح لعضوية المجالس المحلية والولائية في نوفمبر المقبل وكل ما يتعلق بإعداد القوائم الانتخابية لجبهة القوى الاشتراكية والمشاركة في هذا الاستحقاق، وستطرح هذه الوثيقة للنقاش والمصادقة، ما يسمح للحزب بالبدء مبكرا في استقبال ودراسة ملفات مرشحيه والتحضير السياسي واللوجيستيكي الجيد للانتخابات المحلية المقبلة، خاصة وأن الأفافاس يضع في رهاناته الرئيسة خلال المحليات المقبلة الخروج من منطقة القبائل التي سيتنافس على بلدياتها مع غريمه التقليدي التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إلى الحصول على العضوية أو الفوز ببلديات في عدد من الولايات التي لا يعرف له حضور سياسي فيها، على غرار حصول الحزب على مقاعد في التشريعيات الأخيرة في ولاية قسنطينة وبرج وبوعريريج. وفي نفس السياق سيجري المجلس الوطني تقييما لعملية إعادة هيكلة وتنصيب الفروع والفدراليات الولائية للحزب التي انتهت عهدتها في جويلية الماضي، وهو التجديد الذي سيتم استكماله حتى شهر سبتمبر المقبل، ويدخل في سياق التمهيد الأولي لعقد المؤتمرات الجهوية، تحضيرا للمؤتمر المقبل للحزب، كما سيستعرض أعضاء المجلس الوضع السياسي العام والتطورات الاجتماعية المتلاحقة في الجزائر. وتأتي دورة المجلس الأخيرة قبل انعقاد المؤتمر المقبل في خضم أزمة داخلية شهدها الحزب على خلفية الانتخابات التشريعية الماضية، رافقها انسحاب وتجميد مهام قياديين في الحزب بينهم السكرتير السابق وسمير بوعكوير وكريم طابو الذي أبدى تفكيره في إطار سياسي بديل.