القطارات السريعة ''تستحوذ'' على زبائن الطاكسيات مسافرون يفطرون على وجبة ''فريت أومليت'' سيدرك المسافر عبر محطة الخروبة لنقل المسافرين بالعاصمة صدق الحديث الشريف القائل ب''أن السفر قطعة من العذاب'' لأنه سيكتشف بأن معاناة السفر ستبدأ داخل المحطة وقبل أن تقلع الحافلة، بعدما تحولت المحطة في شهر رمضان إلى مستودع كبير تصل الحرارة فيه 50 درجة. يستمر عذاب المسافر عندما يكتشف أنه كان ضحية محتالون يبيعون له تذكرة سفر على متن حافلة موعد إقلاعها غير معلوم، أما إذا حان موعد الإفطار بالمحطة فوجبته لا محالة ستكون ''فريت أوملات'' رغم توفير محطة المسافرين بالخروبة أزيد من 900 حافلة لنقل أزيد من 12 ألف مسافر يوميا من العاصمة باتجاهات مختلفة. إلا أن انعدام المرافق والخدمات بهذه المحطة الوحيدة في ولاية الجزائر جعلها عاجزة عن توفير أبسط الخدمات للمسافرين، وقد تزامن تواجدنا بالمحطة في حدود الخامسة مساء مع شروع أصحاب المحلات التجارية، وعلى قلتها، في غلق محلاتهم، بينما يبقى محل واحد لبيع الوجبات الغذائية الخفيفة لخدمة المسافرين ليوفر لهم سندويشات ''فريت أوملات''. يقول عبد القادر أحد المسافرين من ولاية تيارت التقيناه بمحطة الخروبة بأنه لا خيار للصائمين في هذه المحطة سوى تناول ''فريت أوملات'' أما إذ أردت اقتناء قارورة ماء معدني، فثمنها لا يقل عن 50 دينارا والسعر يتضاعف، حسبه، في حالة ما إذا طلبت عصيرا. فيما أكدت لنا السيدة فتيحة التي كانت متجهة إلى ولاية الشلف وهي في حالة صحية متردية بعد خضوعها لحصة علاجية من داء السرطان بمركز بيارماري كوري بمصطفى باشا، بأن المحطة لا تراعي ظروف المسافرين ''فحالتي الصحية لا تسمح لي بالصوم، ومع ذلك لست قادرة على شراء قارورة ماء معدني بسبب ارتفاع سعرها وكأننا في مطار الجزائر الدولي''. أما وليد المتجه إلى مدينة أفلو بالأغواط، فالحل برأيه هو مغادرة محطة الخروبة في أول حافلة، لأن ذوي البر والإحسان في كل مكان. وقد روى لنا كيف يجبر سكان مدينة خميستي التابعة لولاية تيسمسيلت حافلات نقل المسافرين إلى التوقف ودعوتهم لوجبة الإفطار عندما يتزامن وجودهم في هذه المدينة مع ساعة أذان المغرب. وأمام غياب ذوي البر والإحسان لإغاثة المسافرين في محطة تفوق بها الحرارة 50 درجة لافتقادها لمكيفات هوائية، كما أنها مغطاة بمادة الزنك، تجعلك تتصبّب عرقا وأنت تنتظر مغادرتها بفارغ الصبر، مما دفع أحد المتعاملين في بيع السيارات إلى تقديم وجبات لإفطار ل100 مسافر، لكن الطوابير التي تتشكل قبل توزيع هذه الوجبات أمام معرض بيع السيارات الواقع بجوار المحطة، يقول لنا أحد المسافرين، يفوق التوقعات ويتحول الطابور إلى مشادات وملاسنات بين المسافرين للظفر بوجبة ساخنة وبقارورة ماء باردة. محطة لا توفر حتى فنجان قهوة نفس الوضعية وقفنا عندها بمحطة نقل المسافرين بالسيارات الأجرة ما بين الولايات، حيث يجد المسافر والسائق ساعة الإفطار نفسيهما في مكان مهجور لا يوفر حتى فنجان قهوة ويدفع البعض منهم إلى التوجه إلى وسط مدينة حسين داي لتناول وجبة خفيفة والعودة سريعا إلى المحطة للركوب إلى وجهات مختلفة، فيما ينتظر أصحاب سيارات الأجرة اكتمال عدد معين من المسافرين للسفر وإن لم يتوفر النصاب، يقول سمير الذي كان متجها إلى ولاية وهران ''نضطر الانتظار في المحطة إلى ما بعد الإفطار فقلة المسافرين، يضيف سمير، يجعلنا رهائن عند سائقي الأجرة''. وأرجع محمد زرناجي أمين وطني بالاتحادية الوطنية لسائقي سيارات الأجرة في حديثه مع ''الخبر'' بداخل المحطة، نقص الخدمات، إلى تواجد معظم أصحاب المحلات في عطلة. وأضاف ''العمل بالنسبة لسائق الأجرة أصبح لا يطاق من شدة الحرارة، والحال ينطبق على المسافرين الذين تراجع عددهم بسبب العطلة الصيفية، ونأمل، يقول محمد، عودتهم إلى المحطة بسبب اقتراب عيد الفطر المبارك''. الإدارة تلغي الرحلات ساعة الإفطار قال المكلف بالاستغلال بمحطة المسافرين بالخروبة عطا الله عدلان في تصريح ل''الخبر'' أن ساعات عمل الحافلات تم تنظيمها على النحو الآتي، حيث تبدأ من الساعة الخامسة والنصف صباحا إلى غاية الساعة الخامسة والنصف مساء، ثم تعاود العمل من الساعة الثامنة بعد الإفطار إلى غاية الساعة الحادية عشر والنصف ليلا، أي أنها تتوقف خلال فترة الإفطار، مما يسمح للمسافر في الفترة الصباحية تناول الإفطار في الاتجاه المقصود، بينما المسافر الذي يفضل الفترة الليلية فبإمكانه أن يتناول وجبة الإفطار قبل أن يلتحق بالمحطة في حدود التاسعة مساء. ويقول ذات المتحدث ''أن هذه الرحلات الليلية تأتي لتوفير الراحة للمسافر خلال أيام رمضان خاصة تلك التي يقترب توقيتها مع موعد الإفطار، حيث تم تغيير توقيت بعض الرحلات مثل خط الجزائرجيجل من السابعة والنصف مساء إلى ما بعد التاسعة ليلا. كما سطرت مديرية المحطة برنامجا آخر يتعلق بحافلات إضافية خاصة للرحلات التي تعرف تدفقا كبيرا للمسافرين كتيزي وزو في الوسط وعنابة وقسنطينة في شرق البلاد. ناقلون يحتالون على المسافرين لم يكن الجوع وارتفاع درجة الحرارة داخل المحطة هو الشغل الشاغل للمسافرين عبر هذه المحطة، بل الانتظار لساعات طويلة بسبب قيام بعض الناقلين ''المحتالين'' ببيع تذاكر لمسافرين على أساس أن حافلاتهم ستقلع بعد لحظات، ليجد المسافر بعدها أنه كان ضحية خدعة، وأن عليه أن ينتظر ساعتين إلى ثلاث ساعات حتى يحين دوره لمغادرة المحطة، وهو ما تسنى لنا التأكد منه داخل المحطة، فقد عبّر لنا عدد من المسافرين عن استيائهم من حالة الانتظار التي تدوم أحيانا لأكثر من خمس ساعات حتى يتمكنوا من مغادرة المحطة في اتجاهات مختلفة. وحسب إحدى المسافرات التي كانت متوجهة إلى ولاية الشلف، قالت لنا أنها التحقت بالمحطة منذ الساعة الحادية والنصف صباحا وهي تنتظر ونحن في المحطة في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال لم يصل بعد توقيت انطلاق الحافلة المتجهة إلى ولايتها، وهو الحال نفسه لعدد كبير من المسافرين الذين تحدثنا إليهم، أين يقبعون لساعات طويلة في انتظار إقلاع الحافلة وهم يتساءلون كيف تترك إدارة ''سوغرال'' المسير لمحطة الخروبة هؤلاء الناقلون يتحايلون علينا ويبيعوننا تذاكر ودور حافلاتهم لمن يحن بعد. .. ومسافرون رهائن سيارات الأجرة وبالعودة إلى محطة سيارات الأجرة فيذكر محمد، سائق سيارة أجرة، يشتغل عبر خط العاصمة - وهران، أنه اضطر هذا الشهر إلى نقل مسافرين باتجاه ولايات أخرى بسبب قلة عدد المسافرين، فيما يضيف ''الطيب'' سائق طاكسي يعمل عبر خط الجزائر- المسيلة، ''أن المسافر هجر المحطة خلال شهر رمضان، فالحركة كانت قليلة جدا، لا سيما أن الطلبة الذين يعتبرون أهم زبائننا يتواجدون في عطلة، مما انعكس سلبا على نشاطنا وهي الوضعية التي ستتواصل، يقول الطيب'' إلى غاية الدخول الجامعي، مما يعني أن زمن الازدحام عبر محطات ''الطاكسي'' والحافلات خلال أيام العيد قد ولى. يؤكد أغلبية أصحاب سائقي سيارات الأجرة والبعض من أصحاب هذه المهنة، أن القطارات السريعة التي توفر مكيفات هوائية للزبائن واحترامها لمواعيد الإقلاع قد ساهم بقدر كبير في امتصاص المسافرين.