تستأنف أغلب التشكيلات السياسية نشاطاتها بعد شهر رمضان، بعدما اكتفت بالحد الأدنى من ''الخدمة'' على شاكلة المؤسسات الرسمية، وينصب نشاط الأحزاب المعتمدة أساسا على عقد دورات تكوينية أو ندوات للإطارات وجامعات صيفية، استعدادا لموعد الانتخابات المحلية المقرر في 29 نوفمبر المقبل. وبهذا الخصوص يلتقي إطارات ومناضلون في حركة الإصلاح الوطني ببومرداس في ملتقى تكويني دعي إليه قادة تكتل الجزائر الخضراء يتبع بدورة لمجلس الشورى للفصل في المحليات. وتحتضن غليزان، يوم السبت المقبل، رابع ندوة للحزب تشرف عليها أمانة الشباب والطلبة، بمشاركة ممثلي 14 محافظة لولايات غرب الوطن حسب عضو المكتب عبد القادر زحالي. ويشرف على اللقاء أمين عام الحزب عبد العزيز بلخادم. وتضم أجندة الأفالان الجامعة الصيفية للحزب بتيبازة والمخصصة للإعداد للانتخابات المحلية، وسط اتهامات من المعارضة لقيادة الحزب بأن برمجة ندوة الجامعة الصيفية بدلا من دورة اللجنة المركزية يهدف لتجريد قيادات الحزب من حق النظر في قوائم الحزب للانتخابات المقبلة. وبرمجت حركة حمس ندوة لتنظيمها الشباني جيل الترجيح بعين الدفلى يشرف عليها رئيس الحزب أبو جرة سلطاني ونائبه عبد الرزاق مقري في الفترة من 30 أوت إلى 4 سبتمبر بحضور مدعوين أجانب. ويكون اللقاء مناسبة لأبو جرة سلطاني العائد من البقاع المقدسة، حيث أدى مناسك العمرة، لنسيان مشاكل كبار الحزب قبل اجتماع حاسم للمكتب الوطني للفصل في تمديد الاتفاق مع شريكيه في تكتل الجزائر الخضراء في المحليات المقبلة، في ظل وجود تيار قوي في الحزب ينادي بفك الارتباط، والحد من الخسائر. وأطلق الحزب قبل أسابيع استشارة واسعة لدى قواعد الحزب قبل الفصل نهائيا في النزاع. وبرمج الأفافاس سلسلة نشاطات محلية ووطنية، بعد دورة المجلس الوطني ضمت الاحتفال بالذكرى المزدوجة لمؤتمر الصومام وهجمات الشمال القسنطيني، يشرف الأمين الوطني الأول علي العسكري على واحد منها يوم 24 أوت بإيفري أوزلاقن. وغطى التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الصيف بسلسلة نشاطات في معاقله التقليدية من خلال عدة ندوات بالعاصمة، تيزي وزو وبجاية غاب عنها لأول مرة مؤسسة سعيد سعدي، وتولى أعضاء في المكتب التنفيذي الوطني تأطير النشاطات في غياب رئيسه محسن بلعباس، قليل الظهور إعلاميا. وتضم أجندة الحزب للفترة المقبلة اجتماعا حاسما للمجلس الوطني المقرر أن يرسّم المشاركة في المحليات التي تختلف رؤية الحزب إليها، عن تصوره للانتخابات التشريعية، حيث تشكل المحليات معركة وجود للحزب في منطقة القبائل، ويسعى التجمع إلى استثمار مشاكل منافسيه في منطقة القبائل لاسترجاع المبادرة، مستغلا عدم تفاعل الناخبين مع الانتخابات التشريعية لتعزيز مواقعه التي اكتسبها في المواعيد الانتخابية السابقة. واكتفى التجمع الوطني الديمقراطي بندوات محلية هذا الصيف، خصصت لإعادة هيكلة الحزب وإعداد المناضلين للانتخابات المحلية لتجاوز كبوة التشريعيات، حيث فشل الحزب في انتزاع مقاعد في 15 ولاية. وخرج حزب العمال عن العرف من خلال تنظيم جامعته الصيفية في شهر رمضان، كسر بها روتين قلة النشاطات السياسية في البلاد. ويشكل استئناف النشاط البرلماني في سبتمبر المقبل فرصة لإنعاش العمل السياسي بعد سبات الصيف، في حين تشكل حملة الانتخابات المحلية ذروة المنافسة السياسية الموسمية، في انتظار موعد تعديل الدستور.