الحماية المدنية تحذر التلاميذ من الاقتراب من الأودية لقي 28 شخصا حتفهم وجرح 56 آخرين، خلال 48 ساعة الأخيرة، على المستوى الوطني، بسبب الاضطرابات الجوية الأخيرة، التي أحدثت فيضانات على مستوى مناطق وسط وشرق البلاد. وقد سجلت ولاية خنشلة أكبر حصيلة للضحايا، بعدما انتشلت مصالح الحماية المدنية، أمس، جثث 8 أشخاص كانوا على متن سيارة جرفتها سيول وادي لحطيبة. أفادت المديرية العامة للحماية المدنية، أمس، بأن كلا من ولايات خنشلة وتبسة وتلمسان والمسيلة في مقدمة الترتيب من حيث عدد الوفيات، حيث سجلت خنشلة وفاة 8 أشخاص جرفهم وادي لحطيبة، كما توفي 3 آخرين ببلدية الماء الأبيض بتبسة، وسجلت 3 وفيات أخرى ببلدية الرمشي بتلمسان، فضلا عن 3 وفيات أخرى بدائرة بوسعادة بولاية المسيلة. وتوفي شخصان، أمس، في بسكرة بعد أن جرفت مياه الوادي المالح بسيدي عقبة السيارة التي كانا على متنها. وبلغ عدد التدخلات، خلال ال72 ساعة الماضية التي شهدت تساقطا للأمطار تجاوز ال60 ملم، أكثر من 5700 تدخل، أغلبها تتعلق بتسرب المياه إلى المدارس والمؤسسات العمومية والمنازل، حسب ما أفاد به كل من فاروق عاشور ونسيم برناوي من خلية الاتصال في لقاء مع ''الخبر''. وبلغت حصيلة حوادث المرور المميتة 8 قتلى و20 جريحا، بعد وقوع 8 حوادث مرور عبر الوطن خلال ال24 ساعة الأخيرة. ومن جهة أخرى، تسببت الأمطار الغزيرة، التي شهدتها عدة ولايات من وسط وشرق البلاد، في تسرب المياه بداخل 40 شاليه في المكان المسمى أولاد الحاج ببلدية الكاليتوس، كما تضرر 40 مسكنا بحي الشعبية ببلدية بئر توتة جراء تسرب مياه هذه الأمطار، يضيف نفس المصدر. نفس الوضعية سجلتها ولاية تيبازة، ما أدى إلى انهيار حائط خارجي لبناية محاذية لعيادة بوسماعيل، الأمر الذي تسبب في جروح خفيفة لشخص واحد. كما غمرت المياه الطرقات العمومية وتسربت إلى بعض السكنات بكل من ولايات فالمة والجلفة وسكيكدة وخنشلة، وتعرضت 21 بناية هشة بالمنطقة الصناعية بن بولعيد بولاية البليدة إلى تسرب مياه الأمطار، بالإضافة إلى وفاة شخص يبلغ من العمر 18 سنة بحوش النعيمي بواد العلايق نتيجة إصابته بصعقة، ما أدى إلى نقله إلى مستشفى ''فرانس فانون''. وبولاية جيجل تدخلت مصالح الحماية لتقديم المساعدة لسكان المنازل التي تسربت إليها المياه بمختلف أحياء مدينة سيدي عبد العزيز، والتخلص من الأوحال المتراكمة على ضفاف الوادي المسمى تمدوان. وحذر فاروق عاشور أولياء التلاميذ من التهاون في تقديم الإرشادات لأبنائهم، خصوصا مع اقتراب الدخول المدرسي، حيث طالبهم بعدم السير بالقرب من الأودية وتفادي الخروج من دون أي سبب، ناهيك عن الحيطة والحذر عند قطع الطرقات في المدن الداخلية خصوصا والمناطق الجبلية. الأمطار أخمدت كل الحرائق ما عدا أربعة أفاد الملازم نسيم برناوي من خلية الاتصال بأن الأمطار الأخيرة سمحت بإخماد ألسنة النيران التي أتت على آلاف الهكتارات من الغابات، ولم تبق سوى 4 حرائق مشتعلة، اثنان منها بالشلف وواحد في سيدي بلعباس وآخر في خنشلة. هذه الأخيرة التي على الرغم من الأمطار المتساقطة، إلا أن الحريق المهول في غابتها لا يزال مندلعا. مياه وادي لحطيبة بخنشلة تجرف ثمانية أشخاص خلفت الأمطار الغزيرة المتهاطلة على ولاية خنشلة، منذ الجمعة الماضي، في حصيلة أولية لمصالح الحماية المدنية لولاية خنشلة، هلاك 8 أشخاص وجرح 5 آخرين، وعشرات العائلات في العراء، وهلاك رؤوس الماشية، وتضرر في شبكة الطرقات والخضروات الموسمية. أكدت مصالح الحماية المدنية أنها انتشلت 8 جثث لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و80 سنة كانوا على متن سيارة أجرة من نوع رونو ,21 كانت قادمة من بلدية ششار جنوبي خنشلة. وفي المكان المسمى وادي لحطيبة حاول السائق عبور فيضانات الوادي لتجرفها السيول، ليهلك 8 أشخاص كانوا على متنها، منهم رضيعة تبلغ من العمر 6 أشهر، وقد تم انتشال الجثث والمركبة بعد 5 ساعات من مجابهة السيول. وتم إنقاذ شخصين ببلدية عين الطويلة كانا على متن مركبة سياحية، في الوقت الذي أصيب 3 أشخاص بحروق من الدرجة الثانية والثالثة بقرية عين قيقل ببلدية طامزة غربي خنشلة، جراء صعقة رعدية. انهيار أسقف المنازل وتخوف من الصعقات الكهربائية بقسنطينة وفي قسنطينة، غمرت مياه الأمطار المتساقطة ليلة أول أمس، سكان الحي القصديري سركينة، الذي يضم حوالي 268 عائلة، حيث تسربت كميات معتبرة من المياه إلى الغرف، وبلغ المنسوب حسب ما أدلى به السكان في بعض المنازل 50 سنتيمترا. وأعرب السكان عن تخوفهم من خطر الصعقات الكهربائية التي تحدث بفعل المياه التي تغلغلت في الأسلاك الكهربائية، أو الانهيار الكلي للمنازل التي ظهرت بها الكثير من التشققات، خاصة أن فصل الشتاء قادم. ورغم اتصالاتهم المتكررة بمصالح الحماية المدنية إلا أنها لم تتنقل إليهم. وقال السكان إن مجرى وادي الرمال المختلط بمياه الصرف الصحي القادمة من السكنات التطورية، ومن حي ساقية سيدي يوسف، يهدد سكناتهم المتواجدة على حواف الوادي الذي يمكن أن يهيج في أي وقت، حيث طالبوا بالترحيل السريع بعد أن استفادوا من حصة سكنية في إطار برنامج القضاء على البيوت القصديرية. تسربات إلى المنازل الهشّة بفالمة وفي فالمة خلفت الأمطار التي تساقطت على الولاية، ليلة أمس الأول، حالة من الذعر في أوساط سكان البيوت الهشّة عبر العديد من الأحياء السكنية، كما ضربت بعض المحاصيل الفلاحية. عاشت عدّة عائلات بأحياء مرابط مسعود، قرقور وأحمد هرقة بعاصمة الولاية، ليلة ذعر بعدما تحولت منازلهم الهشّة من الداخل إلى برك بفعل تسربات مياه الأمطار التي اشتدّ سقوطها طوال الليل. وقال سكان من الحي الأول بأنّ أسقف بيوتهم المغطاة بصفائح ''الترنيت'' و''الزنك'' باتت لا تقوى على التصدي لمياه الأمطار. وعاش سكان بعض أحياء دائرة حمام النبائل، خاصة ببلدية الدهوارة، ليلة مأساوية، حيث شهدت العديد من البيوت تسربات طوفانية لمياه الأمطار، فيما عاش السكان المحاذون للأودية بالدائرة نفسها ليلة رعب، خوفا من ارتفاع منسوبها والطوفان عليهم وذويهم. ز. ف / ط. ب / إ. غ / ن. و قائمة ضحايا كارثة خنشلة بن نوري فاطمة (83 سنة) بن نوري سعيدة (48 سنة) بن نوري وئام (14 سنة) بن نوري هبة (السن لم يحدد بعد) بن نوري عبد الحفيظ (46 سنة) سليماني صالح (54 سنة) بركات أنور (سنتان) زوقي زرقة (السن لم يحدد بعد)