- أحلم بالتكوين على يد أمريكيين والالتحاق بهوليوود - تاريخنا أضحى مجرد وهم في مخيّلة الشباب الحالي برّر الممثل الواعد عماد بن شني، متقمص دور البطولة في فيلم ''زبانة'' للمخرج سعيد ولد خليفة، نقص الحوار في سيناريو عز الدين ميهوبي ب''الأمر المحسوب والمدروس بدقة، كونه يعكس نمط الاتصال السائد ما بين المجاهدين إبان الحقبة الكولونيالية''. وكشف، في حوار مع ''الخبر''، عن رغبته في تقمص الأدوار الدينية، واشتغاله على إحياء فرقة ''نيو فويز'' الفنية. كيف قبلت عرض البطولة في أول تجربة سينمائية لك؟ - رغم أنني تلقيت عدة عروض تلفزيونية، فقد رفضتها، وصبرت إلى أن تناهى إليّ خبر ''الكاستينغ''، فقلت، في قرارة نفسي، إنها فرصة العمر التي لن أضيّعها من يدي. وبالفعل، خضعت ل''الكاستينغ''، لكن ليس بنفس عزيمة وتحدي الآخرين، والحمد لله، انتزعت دور البطولة أمام 400 منافس عن جدارة، كما أن المخرج سعيد ولد خليفة فهم جيدا ما كنت أصبو إليه. وبدوري، فهمت ما كان يبحث عنه، فبذلت قصارى جهدي حتى أكون عند حسن ظنه. وهكذا، انطلقت رحلة التحضير لتقمص الشخصية، كتكويني على يد الشرطة بالبليدة، وخضوعي لحمية من أجل إنقاص وزني، إضافة إلى تغيير ''اللوك'' والتمرّن على اللهجة الوهرانية القديمة، باعتبار أن الشهيد أحمد زبانة ابن مدينة وهران، ومع ذلك فإن طموحي الكبير اقترن بخوف أكبر. وممّ كنت متخوّفا؟ - من عدم إيصال الرسالة التي يحملها الفيلم إلى الجمهور، ومنه فشلي في أداء الدور، فالكل يعلم أن الشهداء أشخاص مقدسون، وتقمص شخصية مقدسة مسؤولية كبيرة. استغرقتم 10 أيام لتصوير مشهد المقصلة الذي لا يتجاوز 4 دقائق، لِمَ؟ - لأنه، في كل مرة، كان يصاب واحد منا بنوبة بكاء، فما إن يحين موعد تصوير مشهد المقصلة حتى يجهش الجميع بالبكاء، سواء من الجانب الجزائري أو الفرنسي. لقد واجهنا صعوبة كبيرة في تصوير مشهد إصرار القضاء الفرنسي على إعدام زبانة. وبالتالي، إبراز مدى وحشية المستعمر. هل استعنت بالكتب التاريخية للغوص في أعماق الشخصية؟ - صراحة، لا. وهذا راجع إلى غياب المراجع، الأمر الذي جعلني أركز أكثر على السيناريو، فضلا عن توظيف معلوماتي السابقة عن الشخصية. فزبانة رحمه الله كان شغوفا بالحياة، ومولعا بالسينما والمطالعة والدراجات النارية، علاوة على ذلك تمتعه بالحكمة والرصانة، وتحلّيه بالتكتم والسرية التامة. إلى أي مدى تتقاطع شخصيتك مع شخصية زبانة؟ - باستثناء شغفي بالحياة، وولعي بالسينما والدراجات النارية، لا وجود لأي وجه شبه بيننا. أُخذ على السيناريو نقص الحوار، ما تعقيبك؟ - أعتقد أن الصمت الغالب على السيناريو محسوب ومدروس بدقة، فهو يعكس نمط الاتصال السائد ما بين المجاهدين إبان الحقبة الكولونيالية. ومن جهتي، أرى أنه لا بد للسيناريو أن يكون كذلك، وإلا لما تمكن المخرج وكاتب السيناريو من تبليغ رسالتهما. كما أظن أن هذا النوع جديد في السينما، بالنظر إلى تركيزه على البعد الإنساني للشخصية، وإظهار جوانبها الخفية. حُذفت عدة لقطات من الفيلم لغرض تقديمها مفصلة في مشروع تحويله إلى مسلسل تلفزيوني من ست حلقات، ألم تأسف لذلك؟ - يتردد ثم يقول.. أجل تأسفت، لا سيما ما تعلق بالمشهد الذي ينقل لقاء زبانة مع والدته، حين كان وراء القضبان ينتظر مصيره. لقد كان مشهدا مروّعا ومؤثرا للغاية. أتمنى عرض كل المشاهد في المسلسل، وإلا فهي الخسارة بعينها. إلى ما تطمح؟ - أحلم بالتكوين على يد أمريكيين، وبعده الالتحاق بهوليوود لِمَ لا، تماما مثلما حدث مع الممثلين المغربيين سعيد تافماوي وطاهر رحيم وسامي بوعجيلة، الذين أتمنى أن أسير على خطاهم. أضف إلى ذلك، أنني أتوق لتقمص أدوار تاريخية أخرى، فضلا عن الأدوار الدينية، على شاكلة مسلسل ''عمر بن الخطاب'' الذي أبهرني أداء بطله. ولعلمكم، فإن المخرج رشيد بوشارب أثنى على أدائي في ''زبانة''، وقال لي لما التقيته، مؤخرا، في مهرجان ''كان'': ''لو رأيتك في ''كاستينغ'' فيلم ''خارجون عن القانون'' لأشركتك فيه حتما''. سمعنا بأنك تغني أيضا؟ - أشتغل، حاليا، على إحياء فرقة ''نيو فويز''، وكذا استكمال وإعادة إصدار ألبوم ''نيو فويز إيز باك'' الذي أطلقناه سنة .2005 فمنذ أن توفي هشام، مؤسس الفرقة سنة 2002، توقفت، رفقة يزيد، عن العطاء لطابع ''سلام'' الذي تخصصنا فيه. بالمقابل، أعتزم التفرغ لشهادة ماستر في الأدب الفرنسي، بعد نيلي شهادة الليسانس، في انتظار ما ستفضي إليه نتائج ''كاستينغ'' فيلم ''كريم بلقاسم'' لمخرجه أحمد راشدي.