استحوذت صور وزير التربية السابق، أبو بكر بن بوزيد، على مساحات واسعة من صفحات التواصل الاجتماعي، وفتح له ''محبوه'' من التلاميذ صفحات خاصة لتقديم التعازي. كما تحسر الراسبون في البكالوريا وزملاؤهم المقبلون عليها هذه السنة حظهم العاثر، الذي لم يفلح، هذه المرة، في الإبقاء على بن بوزيد وزيرا للتربية لسنوات أخرى، ريثما يتحصلوا على شهادتهم ويضمنوا مستقبلهم. تضاعفت تخوفات التلاميذ الأوفياء لبن بوزيد، بعدما تم الإعلان رسميا عن تشكيلة الحكومة الجديدة، التي أصابت العديد منهم بخيبات كبيرة، لن ينقذهم منها إلا بعد وضوح سياسة وزير التربية الجديد العميد السابق لجامعة سعد دحلب بالبليدة، عبد اللطيف بابا أحمد، ما قد يعيد لهم الأمل في الحصول على البكالوريا بأبسط الجهود، خاصة وأن الأصداء التي استقوها من طلبة الجامعة لا تبشر بالخير، والتي تؤكد صرامة الوزير وتمكنه من فرض النظام في الجامعة، وهو ما لا يتلاءم وطموحات ''تلاميذ النت''. ومن بين الشعارات التي رددها أنصار ''بن بوزيد''، في احتجاجات فايسبوكية عارمة، ''الشعب يريد بن بوزيد''، حيث اضطرت قوات الأمن للتدخل في مشهد من زمن ''مطالب تحديد الدروس''، وتبادل الفايسبوكيون عبارات تؤكد تخوفاتهم بخصوص امتحانات البكالوريا المقبلة، للموسم القادم. وتعتبر الفئة المحتجة من التلاميذ الذين لم يخضعوا للامتحان الحاسم في السنوات الماضية، حيث قال أحد الفايسبوكرز ''ياو حفرونا، فع داو الباك كي جات دالتنا حنا نحاوه.. مكاش منها''، وفضل آخرون المناصرة على الطريقة الرياضية بعبارات ''وان تو ثري فيفا بن بوزيد''. أما المرحبون بتنحيته، فقد تبادلوا عبارات التهاني، وأكدوا أن 20 سنة من التواجد على رأس وزارة التربية في بلادنا ''كافية''، ويشرحون بطريقة وصفوها ب''المنطقية'' سبب حالات التسيب والتسربات التي أصابت القطاع والتلاميذ،، الذين ''تعلموا مع بن بوزيد متعة الاحتجاج، والهروب من المدارس''. وقال نسيم: ''هرمنا من أجل هذه اللحظة.. نهاية الدراسة لبن بوزيد''. وكشف آخرون عن وثيقة شخصية للوزير السابق، تتمثل في كشف نقاط أعماله خلال استلامه الوزارة، والتي تراوحت بين ضعيفة جدا في مادتي ''المصداقية والوعود''، والممتازة في مادتي ''المحسوبية والوساطة''، فيما صورت صفحة ''الجزائر المحروسة'' رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بثوب حكم المباراة، والذي قدم للوزير السابق بن بوزيد بطاقة حمراء لا رجوع فيها، بعدما حوّل، حسب رواد اليوتوب، ''المدرسة الجزائرية إلى زريبة''. وبظهور جهة محايدة، أبدت خيبتها بالإعلان عن الحكومة الجديدة، ورأت أن تنحية بن بوزيد وتعيين خلف له لن يأتي بالجديد، وسيترك الأوضاع على حالها، ما دام التغيير لم يكن جوهريا، بل تم في بعض القطاعات فقط. وقالت إحدى المتصفحات التي ترمز لنفسها باسم ''خروفي فيتا'': إن الوضع سيكون نفسه، ولا شيء سيتغير في ظل السياسة المحددة مسبقا. كما يرى مختار كربوعة أن الوزير الجديد سيرفع نسبة النجاح أكثر، لإثبات تفوقه على بن بوزيد في إدارة الوزارة، نظرا لوجود مؤسسات جامعية جديدة تستوعب الطلبة، قائلا إن نسبة البكالوريا لا تعني بالضرورة النجاح. وطلب آخرون من التلاميذ تهدئة أنفسهم، والكف عن الخوف على مستقبلهم، لأنه ''مضمون'' في إطار ''لعبة الحفاظ على الكرسي''.