اعتبرت تنسيقية مهنيي الصحة رحيل ولد عباس، من على رأس الوزارة، بمثابة رد فعل إيجابي من قبل السلطات مع مطلب هذا التكتل القاضي بتغيير جذري في القطاع، وطالبت الوزير زياري بالتعجيل في عقد لقاءات مع ممثليها، قصد معالجة ''الاختلالات'' التي تسببت في وضع كارثي، كان وراء تراجع نوعية العلاج، وهو ما سيتم مناقشته، غدا الاثنين، من طرف مسؤولي النقابات الأربع المشكلة للتنسيقية. قرر ممثلو تنسيقية مهنيي الصحة، التي تضم نقابات كل من ممارسي الصحة العمومية والأطباء الأخصائيين والنفسانيين، وأخيرا أساتذة التكوين شبه الطبي، استئناف جلسات العمل التي تم الشروع فيها مباشرة بعد الإعلان عن تأسيس هذا التكتل، بداية العام الجاري. ووصف الناطق باسم التنسيقية، الدكتور مرابط الياس، ل''الخبر''، اجتماع الغد بالمصيري والهام، كونه يأتي عقب تحقيق مكسب كبير كان محل مطالبة من ممثلي مهنيي القطاع، ويتعلق الأمر برحيل الوزير السابق، جمال ولد عباس، من على رأس الوصاية، بعد حالة الانسداد، حسبه، التي ميزت العلاقة بينه وبين الشركاء الاجتماعيين ''الفاعلين''، وتعمده غلق أبواب الحوار، وحتى أبواب وزارة الصحة أمام مسؤولي النقابات المستقلة المطلبية، لمعاقبتها يقول محدثنا، على كشفها '' سوء التسيير'' الذي ميز القطاع منذ مجيء هذا الأخير. وأشار ممثل ممارسي الصحة العمومية، في تنسيقية مهنيي الصحة، إلى أن اللقاء سيناقش التغيير الحكومي، سيما ما سيترتب عنه على مستوى العمل النقابي، باعتبار أن أهم مطلب، كان التكتل قد رفعه، رفع التضييق النقابي وإلغاء العقوبات المسلطة على الإطارات النقابية، وانتهاج الوصاية، في الفترة التي ترأس فيها جمال ولد عباس القطاع، سياسة الهروب إلى الأمام، من خلال ''التظاهر'' بالتحاور مع نقابات ''مفبركة'' وغير مطلبية ولا تمثيلية. ومثلما جرت العادة، قال الدكتور الياس مرابط بأن نقابات ممارسي الصحة العمومية والاخصائيين والنفسانيين، وكذا أساتذة شبه الطبي، ستلتقي وزير الصحة الجديد، كل واحدة على حدى للترحيب بقدومه، وإطلاعه على مختلف المشاكل والانشغالات المسجلة في السلك الذي تمثله، فيما ستقوم التنسيقية، من جهتها، بإعداد مقترحات جديدة من شأنها دفع عجلة الحوار التي توقفت في عهد الوزير السابق، بهدف معالجة ''الأزمة'' التي يشهدها القطاع على جميع المستويات.