تلقت ''قاعدة بلاد المغرب الإسلامي'' ثاني ضربة موجعة، بمصرع أحد كبار قادتها، نبيل مخلوفي، المدعو ''نبيل أبو علقمة''، بعد 25 يوما من اعتقال مصالح الأمن ببريان في غرداية، الضابط الشرعي للتنظيم، الطيب نسيب، المدعو أبو إسحاق السوفي، واثنين من مساعديه. أكد قيادي في تنظيم القاعدة، في غاو المالية. وهو ''موسى ولد محمد''، مقتل نبيل مخلوفي في حادث مرور وقع، يوم السبت، بين غاو وتومبوكتو، حيث كان مخلوفي الملقب ب''أبو علقمة'' يقود سيارة بنفسه، وبرفقته عناصر آخرون، قال المصدر إنهم قضوا جميعا، موضحا لوكالة الأنباء الفرنسية: ''لقد توفي نبيل مخلوفي وهو جزائري، الى جانب ''إخوان'' آخرين في حادث سيارة بين غاو وتومبكتو''. وهي الرواية التي أكدها كذلك مسؤول في جماعة ''أنصار الدين'' في تومبكتو، حيث قال: ''إن مخلوفي كان يقود السيارة بنفسه عند وقوع الحادث''. وكان أبو علقمة أحد القادة العسكريين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة الصحراء، ونائب عبد الحميد أبوزيد، وهو أحد القادة الميدانيين البارزين للتنظيم في منطقة الصحراء. بينما ظهر نبيل مخلوفي، في آخر فيديو بثه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يسرد فيه حيثيات ما أسماه ب''مفاوضات كان التنظيم يقودها مع السلطات الجزائرية''، في ملف الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في غاو بمالي يوم الخامس أفريل الماضي، وظهر ''يلوم السلطات الجزائرية على رفضها شروطا مقابل الإفراج عن الرهائن''، المبرر الذي ساقه التنظيم لما تردد من ''إعدام'' الملحق الدبلوماسي الجزائري بغاو، طاهر تواتي. ويقدم أبو علقمة على أنه من العناصر المتشددة حيال ملفات الاختطاف، إذ يرفض تقديم التنظيم لتنازلات بخصوص شروط عادة ما تقدمها القاعدة لقاء الإفراج عن رهائن تحتجزهم، كالفدية أو تبادل الرهائن بسجنائها لدى الحكومات، خاصة الأوروبية منها، وكان إلى جنب عبد الحميد أبو زيد، أحد قادة التنظيم، الذي يتردد أنه كان وراء عملية إعدام الرعية الفرنسي، ميشال جيرمانو، عام .2010 ويأتي مصرع مخلوفي بعد قرابة عشرة أيام مما تردد بشأن ''إعدام'' الملحق الدبلوماسي الجزائري طاهر تواتي بغاو، في عملية لاقت ردود فعل مستنكرة، وطنية ودولية، كما يأتي مقتل أبو علقمة بعد 25 يوما من العملية النوعية التي قامت بها مصالح الأمن ببريان في غرداية باعتقالها الضابط الشرعي لتنظيم القاعدة نسيب الطيب، الملقب أبو إسحاق السوفي، الذي أراد التنظيم أن يستعيده بمبادلته بالدبلوماسي تواتي، ك''ملف'' ضغط على الحكومة الجزائرية. وصادف مقتل نبيل أبو علقمة دعوة أربعة رهائن فرنسيين مختطفين لدى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي منذ 24 شهرا من منطقة ''أرليت ''بالنيجر، واقتيدوا إلى شمال مالي، الحكومة الفرنسية والرئيس فرانسوا هولاند إلى التفاوض مع التنظيم لإطلاق سراحهم، حيث بث التنظيم تسجيلا صوتيا أول أمس، يظهر المختطف الفرنسي ''دانييل لا ريب''، ومعه الرهائن الثلاثة،، يخاطب فيه هولاند وعائلته، قائلا: ''نحن بصحة جيدة، لكن وضعنا صعب للغاية بعد مرور عامين على القطيعة مع الأهل والأحبة''. وتابع: ''يبدو أنكم نسيتموني''. في غضون ذلك، كشفت عائلات المحتجزين الفرنسيين، أمس، أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، سيستقبلهم بعد غد، كما أعلن رينيه روبير، جد أحد الرهائن، أن ''الموعد مع رئيس الجمهورية في 13 سبتمبر قد تقرر قبل ظهور شريط الفيديو''. ولم يشأ الكشف عما ينوي أن يقوله للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وقال: ''ما أريد أن أقوله سأقوله لرئيس الجمهورية. لا تستبقوا الأمور، إننا ننتظر الموعد وهذا كل شيء''. بينما قدمت قراءات حول استقبال هولاند لعائلات الرهائن، على أن الرئيس الفرنسي ربما يدرس التفاوض مع الخاطفين، بعد أن رفض وزير الخارجية السابق، ألان جوبيه، التفاوض معهم. في سياق متصل، تعقدت الأزمة المالية بشكل أكثر خطورة، بسبب انقسام في صفوف القوات المسلحة بشأن طلب الحكومة الانتقالية تدخلا عسكريا ''مباشرا'' لقوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ''إيكواس'' شمالي البلاد، من أجل طرد الجماعات المسلحة، إذ أعلن ضباط مدعومون بالآلاف من الجنود في الجيش المالي نفسه، رفضهم دعوة الرئيس الانتقالي ''تراوري''، طلب إرسال 3300 عسكري ليكونوا تحت إمرة الحكومة المالية من أجل تأمينها من جهة وخوض الحرب ضد الجماعات الإسلامية في الشمال من جهة ثانية.