أوقفت ''ميليشيا'' مقربة من الحكومة الليبية، في شهر جويلية الماضي، ما لا يقل عن 20 شخصا بشبهة الانتماء لكتائب الصحراء لتنظيم القاعدة، بالتعاون مع عناصر من مخابرات الأمريكية والفرنسية. فوجئت أسرة ''واقني'' من منطقة عين أمناس بولاية إليزي، بأخبار تقول إن ابنها المطلوب بشبهة التعاون مع جماعة إرهابية في الجزائر منذ عدة سنوات، موقوف في ليبيا بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة. وقال شقيق المشتبه فيه، إن شقيقه اتصل بالعائلة عبر الهاتف وقال إنه موقوف في سجن يقع في منطقة ''جبل السودا'' داخل ليبيا، ومعه عدد من الجزائريين والموريتانيين والنيجريين. وقال شقيق المتهم جمال، إن شقيقه كان محل بحث من قبل مصالح الأمن منذ عام 2001 بتهم التهريب ثم بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية، وقد صدرت في حقه أحاكم غيابية بالسجن 20 سنة من محكمة جنايات باتنة، بتهمة إطلاق النار على أفراد الجيش الوطني الشعبي في منطقة مشونش بولاية بسكرة. وقد أوقف جمال واقني في ليبيا مع مجموعة من الجزائريين والماليين والنيجريين، بعد أن تاهوا في الصحراء، إثر إطلاق النار على سياراتهم من طائرات مجهولة. وقال مصدر أمني إن مخابرات دول غربية تتعاون مع ميليشيا موالية للحكومة الليبية تنشط في مناطق القطرون والحمادة الحمراء القريبة من الحدود النيجرية، لمراقبة تسلل الجماعات الجهادية من مالي والنيجر إلى ليبيا. ويعتقد بأن هذه الميليشيا التي توالي الحكومة الليبية وتتكون من عناصر ''التبو'' أو التوارف، قد نصبت كمينا لسيارات دفع رباعي تسللت من مالي إلى النيجر ثم ليبيا، بهدف الحصول على أسلحة. وأسفر الكمين عن اعتقال 20 شخصا يعتقد بأنهم إرهابيون، بعد أن تاهوا في الصحراء. وحسب مصدر عليم، فإن قياديا موريتانيا من إمارة الصحراء يدعى ''قدري نويصر''، وهو قائد سرية في كتيبة طارق بن زياد التي تضم نحو 50 إرهابيا، وقع في قبضة القوات الليبية مع موريتانيين ونيجريين وجزائريين، وتم نقل المعتقلين إلى مواقع تابعة للجيش الليبي السابق. وكان الإرهابيون بصدد شراء قطع غيار سيارات وعجلات مطاطية وكمية من زيت السيارات والوقود وأسلحة، من وسيط يتعامل مع الجماعات المسلحة في ليبيا، عندما هاجمتهم طائرات دمرت سياراتهم وأجبرتهم على التفرق في الصحراء، ثم أوقفوا بناء على معلومات حصل عليها مسلحون ليبيون قاموا بمحاصرتهم. وتشير المعطيات الميدانية إلى أن القوات الموالية للحكومة الليبية تعمل، منذ سقوط نظام القذافي، على حراسة الحدود الجزائرية بالتعاون مع عناصر من القوات النظامية الليبية. وأكدت العملية الأخيرة ملامح التكتيك الغربي الأمريكي الجديد المنتهج في مواجهة قاعدة المغرب في الساحل، والذي يعتمد على العمليات السريعة والخاصة وعلى متعاونين محليين ومعلومات استخبارية دقيقة.