سجلت العملة الأوروبية الموحدة الأورو مستوى قياسيا هذه السنة، متجاوزة 29, 1 دولار، وتدعم الأورو بالقرار الألماني المصادق لآليات الإنقاذ الأوروبية، في وقت يعاني فيه الدولار من ضغوط على خلفية التحضير للسياسة النقدية الجديدة. ويعرف الأورو تحسنا مستمرا رغم التقارير الذي حذرت من انكماش كبير للاقتصاد الإيطالي، حيث أشار تقرير لهيئة الصناعة الإيطالية إلى أن الاقتصاد الألماني يواجه وضعا انكماشيا معتبرا، وسيتواصل الوضع طيلة سنة .2013 بالمقابل، فإن الخطوة التي قامت بها ألمانيا -أكبر الاقتصاديات الأوروبية- ساهمت في إعطاء نبرة تفاؤلية للأسواق التي تحسنت مؤشراتها بصورة محسوسة، بعد أن أكدت قبولها لآلية الاستقرار المالي، فقد ارتفع الأورو مقابل الين الياباني إلى أكثر من 40 ,100، مقابل 88 ,99 ين في التعاملات السابقة. وتساهم الخطوة الألمانية في توجيه إشارات إيجابية للبورصة، وهو ما انعكس على العملة الموحدة، خاصة وأن الأسواق تدعمت من قبل بقرار البنك المركزي الأوروبي. على صعيد آخر، أكدت الهيئة الصناعية الإيطالية دخول إيطاليا في انكماش اقتصادي سيتواصل في 2013، حيث ينتظر أن يتراجع نسبة النمو للناتج المحلي الخام ب4, 2 بالمائة، فضلا عن ارتفاع استفحال مشكل البطالة وأزمة العقار، إضافة إلى زيادة نسب التضخم، وتوقعت الحكومة الإيطالية سابقا أن تتراجع نسب النمو ب2, 1 بالمائة هذه السنة و5 ,0 بالمائة في 2013، ويتضح أن عدة بلدان أوروبية مازالت تعاني من أزمة هيكلية جد مكلفة، مع ارتفاع في عجز الموازنة والمديونية الخارجية بالخصوص.