القضاء الأمريكي يحكم ضد سحب الفيلم المسيء للرسول قاتل السفير الأمريكي أسير ليبي سابق في غوانتنامو شهدت عدة دول إسلامية مظاهرات ضخمة وعنيفة خاصة في باكستان، بعد رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية سحب الفيلم المسيء للإسلام، بل أكثر من ذلك قامت مجلة ألمانية مغمورة بنشر رسومات أخرى مهينة للرسول الكريم. قتل 14 باكستانيا وجرح 70 آخرون على الأقل، وأحرقت ثماني دور سينما في مظاهرات عنيفة في ''يوم عشاق الرسول''، الذي أعلنته الحكومة ردا على بث فيلم ''براءة المسلمين'' المسيء للإسلام. وشهدت مدن باكستانية مثل كاراتشي في الجنوب وبيشاور في الشمال وروالبندي مظاهرات هائجة، دفعت السلطات الباكستانية إلى استدعاء السفير الأمريكي في إسلام أباد وطالبت واشنطن باتخاذ إجراءات فورية لسحب الفيلم المسيء للإسلام من اليوتيوب، بينما عمدت واشنطن إلى ترويج إعلان في التلفزيونات الباكستانية يتحدث عن احترام أمريكا للإسلام بغية تهدئة المسلمين في باكستان كلفها 70 ألف دولار. وفي بنغلاديش شارك 10 آلاف متظاهر للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام والرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها مجلة فرنسية، كما خرجت مظاهرات في إندونيسيا وأفغانستان، وفلسطين المحتلة واليمن. في حين لم تشهد تونس أي مظاهرات بعد اتخاذ وزارة الداخلية قرارا بمنع التظاهر. وصرح رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي بأن السلفيين الجهاديين يشكلون ''خطرا'' على تونس. ودعا الغنوشي في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أمس، الدولة التونسية إلى اعتماد الحزم بعد الهجوم على السفارة الأمريكيةبتونس. على النقيض من ذلك دعا ناشط إسلامي لشن هجمات في فرنسا انتقاما من الإساءة التي مثلتها الرسوم المسيئة للإسلام من جانب من وصفهم ب''عبدة الصليب''. وقال معاوية القحطاني، في موقع على الأنترنت يستخدمه متشددون إسلاميون وتتابعه مجموعة ''سايت'' التي مقرها الولاياتالمتحدة، ''هل هناك من يشمّر عن ساعديه ويعيد المسلمين إلى مجد البطل محمد مراح''، على حد قوله. وفي لبنان جرت تظاهرات واعتصامات نددت بالإساءة إلى النبي محمد عبر فيلم ''براءة المسلمين'' والرسوم الكاريكاتورية تخللها إحراق أعلام إسرائيلية وأمريكية، وفي صيدا ناشد إمام مسجد القدس، الشيخ ماهر حمود، المملكة العربية السعودية والأزهر ''إصدار فتوى بهدر دم كل من شارك في الفيلم'' المسيء إلى المسلمين. أما فرنسا التي لم تشهد أي مظاهرات، أمس، لكنها تحبس أنفاسها اليوم بسبب الدعوات للتظاهر ضد الفيلم المسيء والرسوم الكاريكاتورية الساخرة رغم قرار منع التظاهر في حق المسلمين الفرنسيين، وفي هذا الصدد وصف محمد موسوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الفيلم والرسوم بأنها ''عمل عدائي''، لكنه ناشد مسلمي فرنسا عدم الاحتجاج في الشوارع. بالموازاة احتج نحو 100 إيراني أمام سفارة فرنسا في طهران، أمس، فيما اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن الفيلم المسيء للإسلام هو نتيجة ''مؤامرة إسرائيلية''، وذلك في خطاب ألقاه بمناسبة عرض عسكري نظم في طهران في ذكرى بدء الحرب الإيرانية العراقية ( 1980 1988). وقال أحمدي نجاد ''أن تزعم الولاياتالمتحدة أنها لم تتمكن باسم حرية التعبير من منع هذا الفيلم هو خدعة''. من جهة أخرى، رفض قاضٍ في كاليفورنيا طلباً من ممثلة في الفيلم المناهض للإسلام، أول أمس، لسحب الفيلم الذي أثار احتجاجات عنيفة في العالم الإسلامي من على موقع ''يوتيوب''، حسب ما ذكرت وكالة ''رويترز''. وكانت الممثلة سيندي لي غارسيا، التي قالت إنها تلقت تهديدات بالقتل بعد نشر اللقطات على موقع ''يوتيوب''، قد طلبت سحب الفيلم في قضية ضد الشركة الأم غوغل ورجل في كاليفورنيا له علاقة بإنتاج الفيلم، قائلة إنها تعرضت للخداع للمشاركة فيه. على صعيد آخر، وفي أول تطور مفاجئ لتداعيات مقتل القنصل الأمريكي ''كريس ستيفنز'' و3 آخرين في هجوم على مقر القنصلية الأمريكية بمدينة بنغازي الليبية، كشفت مجلة التايمز الأمريكية أن ''سفيان بن قمو'' ليبي الجنسية هو المسؤول عن تفجير القنصلية، وأنه كان من أهم العناصر المساعدة للولايات المتحدة وحلف الناتو أثناء مطاردة أفراد عائلة النظام الليبي العام الماضي. من جهتها، قالت شبكة ''فوكس نيوز'' الأمريكية إن هناك أنباء عن هروب سفيان بن قمو بعد الهجوم على القنصلية الأمريكية إلى مصر، وأنه كان بمثابة حليف ومساعد ناجح للإدارة الأمريكية، تبعا لملف إطلاق سراحه من معتقل غوانتنامو. وقالت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية إن بن قمو كان قد تم إطلاق سراحه من معتقل غوانتناموا في عام ,2007 في إطار صفقة أمنية بين الإدارة الأمريكية وبين نظام العقيد معمر القذافي تدور حول إطلاق سراح معتقلين، وأن ملفه الأمني كان بمثابة ''متوسط الخطورة'' على أمن الولاياتالمتحدة. د. م