اعتصمت العشرات من عائلات المفقودين أمس، أمام البريد المركزي رافعين شعار ''الحقيقة قبل المصالحة''، بينما تدخلت مصالح الأمن لتفريق المعتصمين. وطالبت عائلات المفقودين بكشف حقيقة اختفاء ذويهم خلال العشرية الحمراء، في أكبر اعتصام تشنه بعد زيارة المفوضة الأممية لحقوق الإنسان، السيدة بيلاي إلى الجزائر قبل أسبوعين. وحذر المعتصمون من أي تسوية للملف خارج جهاز القضاء. وتم تنظيم الاعتصام بمناسبة الذكرى السابعة لميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وقد ندد المعتصمون ب''تغييب الحقيقة''، وجددوا رفضهم للميثاق. وعاد ملف المفقودين إلى الواجهة في الجزائر، داخل حقيبة المفوضة الأممية لحقوق الإنسان، التي غادرت الجزائر بعد محادثات مع مسؤولين جزائريين، وأبقت على ''قنبلة'' قالت فيها إن فريقا أمميا سيزور الجزائر لبحث قضية المفقودين، قبل أن تطالب السلطات بتزويد عائلات المفقودين بالمعلومات اللازمة بشأن ذويهم''. بينما رحبت جمعيات المفقودين بقبول الجزائر زيارة الفريق الأممي بشأن الاختفاءات القسرية، لكنها قالت إنها لن تراهن عليه داعية إلى ''تشكيل لجنة تقصي حقائق تضم حقوقيين وشخصيات وطنية مستقلة ونزيهة للتحقيق في الملف''. وفتحت دعوة السيدة بيلاي بمناسبة الذكرى السابعة لميثاق السلم والمصالحة الوطنية، باب المخاوف على مصراعيه، حيث نددت عديد التشكيلات السياسية بما أسمته ''تدخلا في الشؤون الداخلية للبلد ومحاولات ضغط وابتزاز ضد الدولة الجزائرية''.