أكدت السفارة الفرنسية بالجزائر، أن التأخيرات الحاصلة في تقديم المنح وإصدار بطاقات المحاربين واستمرار الطوابير الطويلة أمام مصالحها، إلى العدد الكبير من الطلبات الجديدة التي وصلت المصلحة بعد التعديلات التشريعية الجديدة التي مست الفئة. موضحة بأن وضعية قدامى المحاربين والكيفية التي تفي بها السلطات الفرنسية التزاماتها الأخلاقية تجاه هذه الفئة تصب في إطار انشغالاتها الدائمة. أكد مسؤول مصلحة المحاربين القدامى بسفارة فيليب باج، أن السلطات الفرنسية خصصت 666 أورو كمنحة يستفيد منها المحاربين القدامى في الجيش الفرنسي باختلاف جنسياتهم. مشيرا إلى أن أزيد من 60 ألف محارب جزائري يستفيدون من المنح. وقال إن ''كرامة المحاربين القدامى الجزائريين في الجيش الفرنسي انشغالنا الدائم''. مبرزا أن ''المصالح المعنية تقوم بتطبيق القوانين المتعلقة بإعادة تقييم مختلف منح العسكريين، بصفة فورية، وأنها تقوم بالإجراءات الإدارية اللازمة التي تأخذ بعض الوقت''، حيث أوضح بخصوص التأخيرات المسجلة في التكفل بالملفات وصرف المنح أو إصدار بطاقة المحارب، أن كثرة الطلبات الجديدة عرقلت العملية، و''أن هذه التأخيرات ستختفي سريعا بفضل الإمكانيات الإضافية التي خصصتها السلطات الفرنسية بعد تزويد المصلحة بطاقم من 24 عاملا بدوام كامل''. وشدد في ذات السياق على أن معالجة الملفات ودفع المنح ستتم في ظرف 12 إلى 14 شهرا. وأفاد ''باج'' أن كل المنح التي تدفع للجزائريين الذين شاركوا في صفوف الجيش الفرنسي، تعادل تماما المنح التي يتلقاها المحاربين الفرنسيين، والتي تشمل 60 ألف شخص يمثلون فئة المحاربين والأرامل، حيث تخصص لهم قيمة إجمالية تقدر سنويا ب8.6 مليار دينار. وعن التعويضات التي تمنح لقدامى المحاربين، أكدت السفارة أنها تشمل 3 أنواع من المنح، وتخص منحة تقاعد المحارب التي يستفيد منها الحائزون على بطاقة المحارب والتي تعادل 66 ألف دج سنويا، ومنحة تقاعد العسكريين التي يستفيد منها العسكريون الذين خدموا لمدة أدناها 15 سنة، أو أراملهم والتي تمنح منذ جانفي 2011 وتختلف قيمتها حسب مسيّرة عمل كل محارب. مؤكدة في السياق أنها لا تقل عن 45 ألف دج شهريا للعسكريين القدامى و20 ألف دج للأرامل، وتعوّض عواقب الجروح والأمراض التي تعرّض لها العسكريون أثناء الخدمة منذ جانفي 2007، حيث تختلف قيمتها حسب شدة الإعاقة. وكانت ''الخبر'' قد أشارت إلى معاناة فئة المحاربين القدامى في عددها الصادر بتاريخ 04 أكتوبر المنصرم، حيث رصدت أمام مقر المصلحة شكاوى المحاربين من سوء ظروف الاستقبال، وهو ما أوضح بشأنه ''فيليب باج'' أن المصلحة تحتوي على قاعة انتظار تسع ل50 شخصا فقط، وأن عدم احترام قدامى المحاربين للمواعيد التي تقدّم لهم أفرز هذا الوضع. مشيرا إلى أن الفئة تستفيد من مرافقة مترجمين إلى اللغة العربية وأطباء في حالة الحاجة.