قتل ستة أشخاص في اشتباكات في قاعدة جوية قرب عاصمة غينيا بيساو في ساعة مبكرة من صباح يوم الاحد فيما وصفته مصادر دبلوماسية بمحاولة انقلاب مضاد فيما يبدو. وتمر غينيا بيساو التي تقع في غرب افريقيا بمرحلة انتعاش يسودها الاضطراب بعد ان اطاح الجيش بالحكومة في إبريل نيسان. وقالت مصادر دبلوماسية وعسكرية ان اعمال العنف قد تكون من تدبير انصار رئيس الوزراء السابق المقيم في الخارج. قال مصدر دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه "يبدو انه انقلاب مضاد فاشل." أفادت مصادر عسكرية بان "متمردين" هاجموا القاعدة الجوية في برا على بعد حوالي سبعة كيلومترات من العاصمة بيساو في نحو الساعة الثالثة صباحا وتم صد هجومهم بعد قتال استمر ساعتين. قال مصدر عسكري مشترطا عدم نشر اسمه "وقع تبادل لاطلاق نيران الكلاشنيكوف ثم لاذ المتمردون ببناية قرب القاعدة." اضاف ان جنود القوات الحكومية أطلقوا قذائف صاروخية على المبنى قبل أن يقتلوا عدة مهاجمين. ورأى شاهد عيان من رويترز ست جثث قرب القاعدة. قال شهود عيان إن الجيش أقام نقاط تفتيش وفتش السيارات المارة على الطريق الرئيسي المؤدي الى خارج بيساو لكن العاصمة بدت هادئة عموما. قال المصدر العسكري نفسه ان بعض المهاجمين ينتمون فيما يبدو إلى جماعة الجولا العرقية التي تنتشر في اقليم كازامانس في جنوب السنغال. نتيجة للاضطرابات التي سادت غينيا بيساو على مدى عقود منذ استقلالها عام 1974 اصبحت البلاد مركزا لعصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية التي تهرب الكوكايين إلى أوروبا. كان من المفترض ان تضع الانتخابات في وقت سابق هذا العام البلاد على طريق الاستقرار وتزيد فرص وضع حد لتهريب المخدرات ولكنها اثارت بدلا من ذلك مزيدا من الفوضى بعد ان اعتقل الجيش المرشح الابرز رئيس الوزراء السابق كارلوس جوميز جونيور قبل جولتها الثانية. قال المجلس العسكري الذي أقامه الانقلاب ان جوميز جونيور ابرم اتفاقا سريا مع أنجولا التي كان لها قوة عسكرية في بيساو آنذاك للقضاء على قيادة الجيش. فر جوميز جونيور إلى البرتغال بعد الافراج عنه تحت ضغط دولي في حين لاذ بعض حلفائه بجامبيا الواقعة بين شمال وجنوب السنغال. سلم المجلس العسكري السلطة بعد ذلك الى حكومة مدنية انتقالية مكلفة باجراء انتخابات لكن الانقسام الدولي حول شرعيتها عرقل التقدم. وقالت مصادر دبلوماسية وعسكرية ان المعركة التي دارت اليوم الاحد قد تكون من تدبير أنصار جوميز جونيور بعد ان سد الجيش الطريق امام فوزه الذي كان متوقعا على نطاق واسع في الانتخابات