احتج مسؤولون سياسيون ومثقفون من اليسار الفرنسي، أول أمس، على قرار الحكومة الفرنسية تحويل بقايا رماد الجنرال بيجار إلى دار المعطوبين (ليزانفاليد) مؤكدين على أن هذا الأخير لا تنطبق عليه صفات البطولة. وأكد هؤلاء ومن بينهم المؤرخ محمد حربي والمقاوم السابق رايمون اوبراك وجوزيت أودان أرملة موريس أودان، وكذا الأمين الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي بيار لوران والنائب نوال مامار أن قرار تحويل بقايا رماد الجنرال بيجار إلى دار ''ليزانفاليد''، بعد صدور قانون 23 فيفري 2005 حول الاستعمار ''الإيجابي'' وبعد نصب ''مارينيان'' وأماكن أخرى التي تكرم أعضاء المنظمة العسكرية السرية، يندرج أيضا في إطار تزييف التاريخ''، واعتبروا في عمود بصحيفة ''ليبراسيون'' أن هناك بعض الدناءة في وضع بيجار في مصاف كبار العسكريين الآخرين الذين يرقدون هناك منذ قرون، مشيرين إلى أن هذه المبادرة ستكون بمثابة إهانة لعديد الشعوب التي تحصلت منذ وقت غير بعيد على استقلالها، لقاء ضريبة كبيرة من التضحيات. وتساءلت الشخصيات المذكورة، في سياق متصل، عن طبيعة الرسالة التي تستعد الحكومة الفرنسية إرسالها إلى تلك الشعوب التي أصبحت لها علاقات جيدة معها، معتبرة القرار بمثابة ''احتقار وعدم وعي''. كما أوضحت أن أصحاب قرار تحويل رماد بيجار إلى دار المعطوبين، يحاولون تقديمه على أنه بطل الأزمنة المعاصرة ومثال للتفاني والتضحية والشجاعة، فيما يعتبر ''أحد مهندسي أولى مخططات الحروب الاستعمارية ومغامر بلا مبادئ يستعمل طرقا تكون في غالب الأحيان خسيسة ووضيعة''، مذكرة بأن المعني ''ترك للشعوب والمناضلين الذين حاربهم والسجناء الذين ''استنطقهم'' في كل من الهند الصينية والجزائر ذكريات مؤلمة''. وفي حين أضاف موقعو المقال بأن ''اسم بيجار بالنسبة لعديد الأسر الفيتنامية والجزائرية التي لا زالت تبكي موتاها أو أن أجساد بعضهم لا زالت تحمل الندوب والجروح، يعني الممارسات الأكثر شناعة في الجيش الفرنسي''، مذكرين بالدور الذي لعبه بيجار في قمع مناضلي جبهة التحرير الوطني خلال معركة الجزائر سنة ,1957 طالبوا وزارة الدفاع بالتخلي عن ''هذه المبادرة غير المؤسسة تاريخيا والخطيرة سياسيا والمشينة إنسانيا'' معربين عن رفضهم ''ربط كلمة بطولة بتاريخ هذا الرجل''. وللتذكير كان وزير الدفاع الفرنسي قد أعلن في منتصف شهر نوفمبر أن بقايا رماد بيجار الذي توفي سنة 2010 سيتم تحويلها إلى دار المعطوبين (ليزانفاليد).