أطلق أمس مناضلون في مجال حقوق الإنسان ومؤرخون دعوة للتصدي لتكريم فرنسا الرسمي للجنرال بيجار بتحويل رفاته إلى قصر الأنفاليد بباريس. وأكد موقعو هذه المبادرة، باستياء كبير، أن الجنرال بيجار كان دائما يحظى بحب القوى السياسية الرجعية ومساندتها وها هواليوم وبعد سنة من رحيله يستعمل من جديد في مناورة سياسوية بتدبير من وزير الدفاع المعروف بماضيه في اليمين المتطرف تتمثل في نقل رفاته إلى قصر الأنفاليد. واعتبر هؤلاء أن هناك نوعا من التصرف ''غير اللائق'' في وضع بيجار في صف عظماء منهم من يعود إلى قرون، كما تمثل هذه المبادرة-حسبهم- إهانة في حق الشعوب التي دفعت ثمن استقلالها غاليا. وجاء في هذا النداء ''هذه البلدان تحررت منذ عقود ولديها علاقات جيدة مع بلدنا. هل تصورنا لحظة ما هي الرسالة التي تتهيأ الحكومة الفرنسية لإرسالها إليهم؟ مذكرين بأن هذا الضابط كان الفاعل الأول في الحروب الاستعمارية وأنه كان يستعمل أبشع الطرق دون وازع. وأشار المناضلون في هذا الصدد إلى أن هذا الأخير خلف ذكريات أليمة لدى الشعوب التي حاربها والسجناء الذين استجوبهم بالهند الصينية والجزائر. وهناك من العائلات الفيتنامية والجزائرية من لازالت تبكي أمواتها ومنها من لا تزال تحمل جراح الماضي، وأوضح منظمو هذه الدعوة أن اسم بيجار مرادف لأبشع ممارسات الجيش الفرنسي. ورفض أصحاب هذه العارضة مثل المؤرخ آلان روسيو والصحفية روزا ميساوي أن تنسب البطولية لتاريخ هذا الرجل. وطالبوا بتخلي الحكومة الفرنسية عن هذه المبادرة التي لا أساس لها من الناحية التاريخية وخطيرة سياسيا وعار من الناحية الإنسانية. وكانت وزارة الدفاع الفرنسية قد أعلنت يوم الخميس الماضي عن نقل رفات الجنرال بيجار إلى قصر الأنفاليد. وكان مارسيل بيجار الذي توفي في 18 جوان 2010 عن عمر يناهز 94 عام، قد ترك وصية برمي رماد رفاته في ديان بيان فو بالفيتنام للالتحاق برفقائه الذين سقطوا في المعركة في ماي 1954 . وأمام رفض السلطات الفيتنامية بعث وزير الدفاع الجنرال لونغي رسالة إلى ماري فرانس ابنة الجنرال مقترحا لها فيها نقل رفات والدها إلى قصر الأنفاليد حيث يدفن كبار قادة الجيش الفرنسي ولم يحدد إلى حد الآن تاريخ هذا النقل.