تتواصل المعارك في بلدة بني وليد بين سكان المدينة وقوات ذرع ليبيا تتقدمهم مليشيات من مدينة مصراتة، في وقت جرى حديث عن سيطرة الجيش الليبي على 80 بالمائة من بني وليد، في حين تحدث سكان من بني وليد عن قصف عشوائي على المدينة، وبثوا صور فيديو على موقع فايسبوك تظهر تصاعد أعمدة الدخان، يحصل هذا في الذكرى الأولى لإعلان تحرير ليبيا بالكامل من نظام القذافي. رغم الأخبار التي راجت عن سيطرة الجيش الليبي على معظم أرجاء مدينة بني وليد، إلا أنها لا تزال تحت وقع الاشتباكات والقصف بين أبناء المدينة ومليشيات من مصراتة التي تريد دخولها للقبض عن مطلوبين، وفق ما أعلنوا، كانوا وراء اختطاف عمران شعبان الذي أخبر عن مكان تواجد القذافي وعذبوه، ما أدى إلى وفاته. وخلفت الاشتباكات عشرات القتلى والجرحى يجهل عددهم إلى حد الآن، لكن تقارير إعلامية تحدثت عن قصف عنيف تتعرض له المدينة، ويقول ناشطون من بني وليد على صفحات موقع فايسبوك، إنهم يتعرضون لعمليات تصفية من قبل القوات التي تهاجم مدينتهم باستعمال أسلحة ثقيلة في عمليات القصف. وفي ظل الحصار الذي تشهده المدينة سارعت السلطات المصرية أمس لإجلاء رعاياها الذين قدر عددهم بأكثر من 200 شخص. وقال الوزير المفوض عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن السفارة المصرية في طرابلس تواصل جهودها لتأمين إجلاء المصريين العالقين والفارين من مدينة بني وليد الليبية التي تشهد اضطرابا أمنيا. وبعد تحذيرات كل من الأممالمتحدة والجامعة العربية من خطورة تصاعد الوضع في مدينة بني وليد، كان الدور أمس للاتحاد الأورروبي، حيث أعربت المفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي، كاترين أشتون، عن قلقها البالغ إزاء أحداث العنف التي تشهدها بني وليد، داعية جميع الأطراف إلى البحث عن حل تفاوضي واحترام المبادئ الإنسانية الدولية. وأكدت أشتون، في بيان صدر أمس عن مكتبها، على التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الشعب الليبي في مسيرته الديمقراطية التي ستكون عملية طويلة الأجل. من جانبه، أكدت الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب، أنها تتابع بقلق بالغ الحصار العسكري، الذي فرض على بني وليد، بموجب القرار رقم 7 لسنة 2012، الصادر عن المؤتمر الوطني الليبي، وما تبع هذا القرار من قتال، وما نتج عنه من موت الأبرياء أبناء الشعب العربي في ليبيا. وناشد عمر زين أمين عام اتحاد المحامين العرب، في بيان له أمس، المسؤولين في ليبيا معالجة هذه القضية، بالحكمة والدراية والعمل على وقف نزف الدماء. وكان العشرات من أبناء قبيلة ورفلة المتواجدين في مدينة بنغازي قد نظّموا وقفة احتجاجية، مساء أول أمس أمام فندق تبستي بالمدينة للمطالبة بإنهاء حصار مدينة بني وليد. وطالب المحتجون رئيس المؤتمر الوطني (البرلمان المؤقت)، محمد المقريف، برفع الحصار عن بني وليد التي يقطنها غالبية من قبيلة ورفلة، وتتهم بأنها أحد المعاقل المؤيدة لنظام معمر القذافي. وطلب المحتجون من وسائل الإعلام إظهار حقيقة غياب الجيش الليبي، وأن هناك كتائب مسلحةً تشن الهجوم على بني وليد. ويتهم سكان المدينة ''مليشيات مصراتة الخارجة عن القانون'' بالسعي إلى تدمير المدينة وطرد سكانها بسبب خصومات تاريخية تعود إلى بداية القرن العشرين أيام الاستعمار الإيطالي.