وصف مناضل حقوق الإنسان، والعسكري السابق في الجيش الفرنسي، هنري بويلوت، قرار وزير الدفاع الفرنسي، إيف لو دريان، حضور تخليد روح الجنرال بيجار بمنطقة فريجيس في فرنسا ب''العار''، وخاطبه بالقول ''إن فعلت ذلك، فهذا يعني اعتراف من فرنسا على أن التعذيب فعل مشروع''. دعا هنري بويلوت، الذي قدم شهادات حية عن التعذيب الذي كان يمارسه الجنرال بيجار في الجزائر، أواخر أعوام الثورة التحريرية، وزير الدفاع الفرنسي، إلى الامتناع عن حضور تخليد روح السفاح ''بيجار'' بنقل جثمانه نحو المعلم المخلد لأرواح محاربي الهند الصينية يوم 20 نوفمبر الداخل بمنطقة فريجيس. وخاطب هنري، العسكري السابق الذي أوفد إلى الجزائر للعمل ضمن فريق داخل فيلا'' سوزيني '' بالعاصمة بين جوان 1961 وجويلية ''1962، التي كانت مخصصة للتعذيب والاستنطاق، وزير بلاده للدفاع، بالتأكيد، أن'' حضورك في فريجيس مساس بذاكرة ضحايا التعذيب الجزائريين الذين نكل بهم من قبل الضابط بيجار''. وتابع في رسالة وجهها له ''إذا ما دعمت هذا العمل، ستقع في تناقض مع اعتراف فرنسا بمسؤوليتها عن مجازر 17 أكتوبر، قبل 51 سنة''. وذكر هنري بويلوت، في ذات الرسالة، أنه أرسل إلى الجزائر، في الأشهر الأخيرة للثورة، وعمل في فيلا مخصصة للتعذيب، وصفها في رسالته ب''الجميلة''، وسرد له مأساة تعرض لها جزائريون، قال مازالت ''كابوسا'' يوقظه كل يوم لهول ما كان يحدث، بأوامر السفاح بيجار، الذي وصفه أنه كان ''أكثر من قائد، لقد كان قائد رجال.. كانت العيون تتبعه في الأوقات الصعبة، معتبرا أنه لكي ''تكون وتبقى'' لابد من أن تكون ليّنا مثل الجلد وصلبا مثل الفولاذ''. ويتابع شاهد عن التعذيب ''فعلا كان بيجار يعترف بوجود التعذيب''، ويعتبر أن ''الاستنطاقات القوية هي وسيلة للحصول على المعلومات''. واستغرب بويلوت، قرار وزير الدفاع حضور التكريم، واعتبر أن الأمر ينم عن ''تباه فرنسي بأساليب تعذيب، تفتخر بتصديرها إلى خارج ترابها عبر إرسال فنيين في التعذيب إلى القارة الأمريكية''. كما نبهه ''.. سيدي الوزير، آمل ألا تسمح لنفسك بارتكاب جريمة جديدة غير معقول تواطؤك فيها، أو التواطؤ في إعادة تأهيل الممارسات الشريرة التي كان الجيش الفرنسي يقوم بها في الجزائر''. ويقول صاحب الرسالة: ''تلك الممارسات الشريرة في فيلا العاصمة، لم أكن يوما أباركها، أو أرغب فيها، لقد تعدت الأمور مجرد استنطاقات.. لقد طوّر بيجار أساليب التعذيب وكان الجزائريون يحشرون من أرجلهم في خرسانات، ويلقى بهم من سفوح الجبال أحياء، ويرمى بهم من الهيليكوبتر في البحر، وقليل منهم نجا بعدما تمكن من الهرب بمعجزة''، وكانت تسمى تلك الأساليب ''كروفيت بيجار''، الذي وسم اسمه بأبشع ما قام به الجيش الفرنسي من ممارسات في حق الجزائريين. وكتب بويلوت للوزير إيف لو دريان، يقول: ''.. لا، يا السيد الوزير، لا، غير مقبول تزكية جرائم الجيش الفرنسي، عليك إدانة التعذيب علنا''.