تزور وزيرة الخارجية الأمريكية، هلاري كلينتون، الجزائر الثلاثاء المقبل، وتقود مباحثات مباشرة مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حول مالي، وتستكمل كلينتون مشاورات في سياق ''الحوار الإستراتيجي الذي بدأه البلدان الأسبوع الماضي في واشنطن وجرت جولته الأولى على مستوى كتاب دولة دون وزراء الخارجية''. أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن هيلاري كلينتون ستقوم بجولة خارجية تشمل الجزائر وستا من دول البلقان، وقالت إن كاتبة الدولة الأمريكية ستقوم، الثلاثاء المقبل، بمشاورات في الجزائر مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تتناول المشاورات الأزمة في مالي. وأضافت أن كلينتون ستواصل المناقشات حول التعاون الاقتصادي والأمني التي عقدت في واشنطن يوم 19 أكتوبر الجاري في إطار الحوار الاستراتيجي الأمريكي الجزائري. ويمكن وصف زيارة كلينتون بالمهمة على خلفية أنها تشمل الجزائر فقط كمحطة وحيدة في شمال إفريقيا، وفي السنوات العشر الأخيرة، جرت العادة أن يؤدي وزراء خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية جولات مغاربية تكون فيها الجزائر مجرد ''محطة توقف''، كما كان الحال مع زيارة كلينتون الأخيرة شهر فيفري الماضي والتي شملت بلدان المغرب العربي وأيضا سابقتها كونداليزا رايس شهر رمضان 2008، ويحتمل أن تكون جولة كلينتون الأخيرة لها في منصب كاتبة الدولة للخارجية، قياسا لرفضها الاستمرار في المنصب في حال أعيد انتخاب باراك أوباما رئيسا بعد أيام. وبإعلان الخارجية الأمريكية أن ملف أزمة مالي هو الدافع الأكبر لزيارة كلينتون للجزائر، يمكن تصور أن الإدارة الأمريكية قد تطلب من الجزائر أداء دور محدد في هجمات دقيقة تدعمها واشنطن ضد جماعات إرهابية، ويعتقد أن الإدارة الأمريكية من خلال زيارة كلينتون، تحاول أن تمنح للجزائر دورا أكبر في ملف شمال مالي، ردا على محاولات فرنسية تظن أوساط جزائرية أنها انتقاص من دور بلادهم في فض النزاعات الإقليمية في منطقة الساحل بالذات. ولوحظ أن الخارجية الجزائرية ''عدلت'' بشكل لافت في موقفها من أزمة مالي بمجرد مغادرة قائد أفريكوم السابق، الجنرال كارتر هام، الجزائر قبل أسابيع، ودعم المسؤول الأمريكي هجمات ''دقيقة'' ضد فصيلين مسلحين تعتبرهما واشنطن تنظيمين إرهابيين يستحقان ''عملية استئصالية'' هما ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' و''حركة الجهاد والتوحيد''. وربما لزيارة كلينتون علاقة بتكملة الدورة الأولى للحوار الإستراتيجي بين الجزائروالولاياتالمتحدة التي جرت قبل أسبوع بواشنطن، لكن الدورة الأولى اكتفت بكتابة دولة دون وزراء الخارجية، حيث مثل الجزائر الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، وعن واشنطن مساعدة كاتبة الدولة الأمريكية المكلفة بالشؤون السياسية ويندي شيرمان.