قال المؤرخ الأمريكي ليونارد. ف سميث، إن الاهتمام بحرب التحرير الجزائرية بالجامعات الأمريكية، بدأ يتزايد خلال السنوات الأخيرة، بالأخص عقب عرض فيلم ''معركة الجزائر'' للإيطالي جيلو بونتيكورفو. وذكر سميث أن الطلبة الأمريكيين قبل 2001 كانوا يجهلون كل شيء عن ''حرب الجزائر''. أوضح ليونارد سميث أن اهتمامه الشخصي بحرب الجزائر بدأ من حيث دراسته لأوضاع الجنود الفرنسيين خلال الحرب العالمية الأولى، وهو ما دفعه إلى دراسة حالات جنود المستعمرات من الأهالي الذين شاركوا في تلك الحرب. واعتبر سميث، في تصريح ل''الخبر''، أن الدراسات الأكاديمية حول الاستعمار الفرنسي في الجزائر لم تظهر إلا عقب وقوع تفجير 11 سبتمبر. وقال: ''كل المعلومات التي كانت بحوزة الباحثين الأكاديميين في الجامعات الأمريكية بخصوص الجزائر هي كونها كانت عبارة عن مقاطعة فرنسية، ثم انفصلت عنها سنة .''1962 موضحا أن الطلبة الذين أصبحوا يهتمون بدراسة هذه الحالة فعلوا ذلك من زاوية دراسات ما بعد الكولونيالية، ومن وجهة اهتمامهم بحالة أمريكية هي وضعية ولايتا تكساس وكاليفورنيا اللتين ضمتهما الولاياتالمتحدةالأمريكية للاتحاد، تماما مثلما ضمت فرنساالجزائر سنة 1830 وفي نفس التاريخ تقريبا. وذكر سميث أن اهتمام الأمريكيين بفيلم ''معركة الجزائر'' بدأ لأسباب مرتبطة بدراسة التقنية السينمائية التي استعملها المخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو، ثم ظهر اهتمام متعلق بتعلم تقنية كيفية وضع حدّ لحرب العصابات، إثر أحداث 11 سبتمبر، وتنامي ظاهرة الإرهاب. وتحدث سميث عن وجود طرح أكاديمي أمريكي يذهب في اتجاه إمكانية وقوع انفصال ولايتا تكساس وكاليفورنيا عن الاتحاد، تماما مثلما انفصلت الجزائر عن فرنسا، بعد تنامي تأثير الجالية الناطقة بالإسبانية. وعاد سميث في محاضرته لكتاب ماثيو كونيلي الذي يعدّ أول دراسة أمريكية بخصوص ''حرب الجزائر''، واعتبرها بمثابة بحث غير بريء، من حيث أنه ينتقد تصوّرات الجنرال ديغول بشأن إنهاء الاستعمار، و''الإسراع في استقلال الجزائر''، والتخلي عن أطروحات الجمهورية الرابعة التي كانت تريد الإبقاء على الإمبراطورية الفرنسية. ويعدّ كتاب كونيلي الصادر بعنوان ''كيف تغيرت فرنسا بفعل حرب الجزائر؟''، بمثابة دراسة أكاديمية مرجعية الآن في أمريكا، إضافة إلى ترجمات بنجامين ستورا. ولغير هذين المؤلفين، لا تولي دور النشر الأمريكية أي اهتمام بالمؤلفات الفرنسية التي تتناول ''حرب الجزائر''.